يؤكد الداعية والراقي الشرعي الشيخ فهد المقاطي أن هناك تقصيرا بيّنًا في طلب العلم الشرعي من طلابه لظروف الحياة وللظروف الخاصة التي تحيط ببعض رواده، مبينا أن العلم الحقيقي هو علم الكتاب والسنة وما كان تعلمه فرضا، موضحا أن العلمَ هو الحياةُ، والله – جل وعلا- خلق الإنسان لعبادته، وأمره بتوحيدِه وطاعتِه، ولا يتحقَّقُ العملُ الذي يُرْضِي اللهَ- سبحانه وتعالى- ويُنْجِي العبدَ في الدنيا والآخرةِ إلا بتعلُّم العلم النافع؛ لأن العملَ بدون علمٍ ضلالٌ، والعلم لا يحصل بدون تعب، وبدون طلب، بل لا بد من طلب العلم، أينما وجد، ولا بد من التعب في تحصيله، وهو في سبيل الله -عز وجل-، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» ، فالعلم النافع هو الطريق إلى الجنة، وهذا العلم النافع إنما هو في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولا يؤخذ إلا عن أهله المعروفين به، الذي تلقوه عمن قبلهم، وألقوه على من بعدهم، وتوارثه المسلمون، كما قال - صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ). وقال : إن من ابرز الصعوبات التي واجهتني في طريق طلب العلم انشغالي التام بالرقية الشرعية على المرضى لأنها أيضا منفعة لأناس يحتاجون الرقية وقد نفع الله بهذا المجال، مما حدا به إلى متابعة الدروس العلمية من خلال المحاضرات والندوات كدروس ابن عثيمين والشنقيطي، داعيا إلى احتساب الأجر والتزود بالعلم النافع لأن لله تعالى قال لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ولم يأمره بالزيادة من شيء إلا من العلم ، مذكرا الشباب المقبل على طلب العلم بمقولة الجاحظ:العلم عزيز الجانب، لا يعطيك بعضه، حتى تعطيه كلك، وأنت إذا أعطيته كلك كنت من إعطائه إياك البعض على خطر ، معدا القصد بالعلم لغير وجهه أخطر السلبيات، ناصحا طالب العلم بأن لايأخذ العلم إلا من العلماء والمشايخ الثقات.