مشكلتي أنني أعاني من عدم التوفيق في كل شيء.. ففي العمل أُظلم ويُهضم حقي، وفي القرية أُحسد، حتى إنني أفقد المال في أمراض وفي خراب أجهزة كهربائية، مما يسبب لي عزلة، حتى إنني أفضِّل عدم الخروج لمقابلة أي أحد.. لديَّ بعض الذنوب مثل عدم انتظام الصلاة، وعدم مداومة قراءة القرآن.. وأخاف أن أصل إلى درجة عدم القناعة بما قسم الله لي، فماذا أفعل؟ س.م - جدة يجيب عن التساؤل الشيخ محمد القلعاوي إمام وخطيب مسجد ومدير تحرير موقع اولادنا فيقول: أخي الكريم لقد ذكرت سبب بلائك في رسالتك، وأذكره لك بنص رسالتك: (لديَّ بعض الذنوب مثل عدم انتظام الصلاة وعدم مداومة قراءة القرآن..).. فتخلص من ذنوبك، تتخلص من شؤم معصيتك.. أحسن علاقتك بالله عد إلى ربك.. احرص على الصلاة في جماعة.. احرص على الاستغفار.. احرص على قراءة القرآن وحفظه.. اذرف الدموع بين خالقك.. تصدق من مالك مهما كان قليلًا.. ستجد بركات الطاعة في نفسك، في بيتك، في حياتك كلها.. فكما أن للطاعة شؤمًا فللطاعة بركات وثمرات. وأما عدم قناعتك فأقول لك هي من الخطورة بمكان، فالرضا هو راحة البال.. سكينة الفؤاد.. سلام مع النفس.. أن ترضى عن يومك.. وتُوقن بغدك.. ترضى عن ربك فترضى عن نفسك وترضى عن الكون كله.. أليس كل هذا غنيمة روحية نفسية لا يملكها إلا المؤمن وفقط.. أما غيره فهو في سخط.. سخط على نفسه.. سخط على كل ما حوله.. لماذا جاء إلى الدنيا؟! فارض عن ربك واقتدى بحبيبك صلى الله عليه وسلم مع أنه عاش مرارة اليتم ولوعته فقد كان راضيًا.. افتقر حتى ما كان يجد التمرة فيربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع.. قلَّ المال في يده حتى اقترض من اليهودي راهنًا درعه صلى الله عليه وسلم عنده.. نام على الحصير حتى ظهر أثر ذلك في جنبه.. كل هذا والرضا عن خالقه يملأ قلبه.. وما حفظ لنا التاريخ كلمة سخط نطق بها، بل كان أعظم الراضين على الإطلاق صلى الله عليه وسلم. وفي الختام: إن عدم قناعتك وعدم رضاك وعدم توفيقك كل هذا من شؤم معصيتك.. وأخيرًا: أحسن حالك مع الله تسعد في دنياك وأخراك.