في ثقافتنا العامة جملة من المفاهيم التي ترسخت مع الأيام بالاستعمال وتكرست عبر تكرارها في السياقات الثقافية، ولعل من أبرز تلك الاستعمالات عبارة (فلان شالوه) ويقصدون بذلك أنه لم يعد في منصبه الذي كان فيه. وينشط (جماعة شالوه) في فترات معينة، وهي تلك الفترات التي تصاحب التشكيلات والتعيينات كما هو الحال في الوزارات والمجالس ومؤسسات الدولة ذات المراكز الإدارية المهمة. وقد طور جماعة شالوه عملهم فأصبحت لهم شركة إعلامية وهمية يتبعها مراسلون ويلحق بها محللون ولها جمهور من العملاء الذين يعيشون في كنفها ويتهافتون على موائدها ويسعون للتسويق والترويج والتوزيع والتأثير على الرأي العام. وهناك من يتصدر المجالس ويتصدى للتعليق على الأحداث والمواقف وفي مقدمة موضوعاته يأتي موضوع التعيينات الجديدة أو المتوقعة، فبمجرد ما تقترب فترة أحد المسؤولين من نهايتها تنشط عقول أعضاء شركة شالوه ومراسلوها في الحديث عن أنهم (يبغون يشيلونه) وبعدها طبعًا يبدأ الحديث عن البديل ومن الذي سيأتي حيث تتفجر المواهب وتجود العبقريات بالأفكار والمرئيات، غير أن أخطر ما في هذه المسألة أن يستغلها بعضهم للتسويق لبعضهم، حيث يتم رمي بالونات اختبار من قبل بعض عملاء الشركة وأصحاب الأجندة الخاصة والنافذين فيها وذلك للفت الأنظار ورفع أسهم بعض الأفراد ووضعهم في دوائر الضوء والاهتمام ليكونوا مع غيرهم ممن فعلاً يستحقون أن يكونوا هناك. إن التغيير طبيعة الحياة وفي الأعمال الإدارية قد يكون مطلبًا تمليه اعتبارات واحتياجات واستحقاقات، وإنه لمن المهم أن يتجاوز المجتمع النظر إلى التغييرات الإدارية بوصفها تستهدف الأشخاص بقدر ما تهدف إلى تطوير العمل أو تجديد الدماء أو الوقوف عند رغبة المسؤول الأول في عدم التجديد بعد أن أدى دوره واقتنع بما قدم ويرغب في إتاحة الفرصة لغيره لخدمة هذا الموقع، وإنه بقدر ما تكشف لك توقعات (شركة شالوه) مستويات الناس وطرق تفكيرهم والعوامل والمؤثرات التي تحركهم فإنها تقدم لك نشرة جوية للأحوال لمن يتتبعون مساقط الغيث. [email protected]