قال رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسَلَّم:" أنْصُرْ أخاكَ ظالِمَاً أوْ مظلوماً، فقال رَجُلٌ : يا رسولَ الله أَنْصُرُهُ إذا كانَ مظلوماً، أَفَرَأَيْتَ إذا كان ظالِماً كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قال: تَحْجِزُهُ أوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلمِ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ" الحديثُ صحيحٌ، أخرجَهُ البُخاريُّ في صحيحه، والإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِهِ، والتِّرْمِذِيُّ في سُنَنِهِ، وغيرُهم. سُقْتُ الحديثَ، وهذا وليُّ الأمر (الملكُ عبدُ الله بنُ عبدِ العزيز) قَرّرَ أنْ يكونَ هُوَ والمجتمعُ السعوديُّ أوّلَ مَنْ ينصُرُ أشقاءَهُ المظلومين في سوريا، ويَحْمِيَهَم مِنْ حَرْبِ الإبادةِ التي ساقَهُمْ لها جِزّارُ الشّام ( بشار الأسد) بعدَ أنْ جرّدَهُم من أبسط حقوقِهم الإنسانية، وأَعْمَلَ فيهم القتْلَ، والتشريدَ، وتمَزيقَ الشمل، وعرّضَهم لهِزَّات نفسية كبيرة، وسَعَى في خراب ديارِهم، ووقفَ على أنقاضِها يُقَهْقِهُ كما قَهْقَهَ " نَيْرُونُ" على أنقاضِ "روما" وهِيَ تحترق.!! "لا ظالِمَاً بِخَيْرٍ" و" الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْم القيامة" ومَنْ يَظْلِمْ لا بُدّ أنْ يلقى جزَاءَ ظُلْمِه، وإذا كانت عينُ الظالِم ِتنامُ، فإنّ عَيْنَ الله مستيقظةٌ، ساهرةٌ، ترقبُ، لا تنامُ، وبَشِّر المظلومَ بِنَصْرِهِ ولَوْ بعد حين، تلك سُنّةُ الله ولَنْ تَجِدَ لسُنّةِ الله تبديلاً، وهذا مبدأٌ إسلاميٌّ رفيعُ الدرجة ، يقومُ على مبادئ التشريع في الإسلام. أرادَ " عبدُ الله بن عبد العزيز" ان يترجمه والمجتمعُ السعوديُّ اقتدى به، مما يتطلّبُ منه مواجهةُ التحديات التي يتعرضُ لها أبناءُ الشعبِ السوري، في ضوْء غيابِ تحالُفٍ دولي لنُصْرَةِ المظلوم، والضّرْبِ على أيدي الظالم، واختفاءِ رغبةٍ مجتمعيةٍ دوليةٍ واحدةٍ، تُخَلِّصُ السوريين من استبدادِ حاكِمٍ ظالِمٍ، سيطرَعليهم أمداً طويلا. نصرةُ الشعبِ السوريِّ واجبةٌ، وضرورةٌ، في مواجهة القُوةِ الضاريةِ لِجَزَّار الشام، ولكيْ يعرفَ الذين أعطَوْهُ القُوّة، أنّ تهميشَ الشعبِ السوريِّ غيرُ وارِدٍ، وأنّ ظُلْمَهُ بأبعادِه السياسيةِ، والاجتماعيةِ، والاقتصاديةِ، والأمنيةِ، لا يدومُ إلى الأبَد، مِنْ هنا كان على " عبد الله بن عبد العزيز" ومعه الشعبُ السعوديُّ أنْ يدعمَ الشعبَ السوريَّ في مواجهة جَبّار، مُنْتَهِي الصلاحية، اندرجَ اسمُهُ تحتَ الطائفيةِ تارةً، والعائلةِ تارةً ، والحِزْب الواحدِ تارةً أُخْرى، وحاولَ إجهاضَ القيمِ الدينيّة، والاجتماعيّة، والإنسانية للمجتمع السوري، وتسلّمَ السُّلْطَة في غيابِ الديمقراطية والشورى. ينصرُ الشعبُ السعوديُّ أخاهُ الشعبَ السوريّ، ولسانُ حالِهِ يقولُ: رَبِّ إنّهُمْ مظلومونَ فانْتَصِر، رَبِّ إنّهم في حاجةٍ لنصرِكَ الذي وَعَدْتَ. [email protected]