لست مع الذين يعتبرون خروج الأخضر من البطولة الخليجية صفر اليدين صدمة ومفاجأة حتى وإن كان ذلك من الأدوار التمهيدية، فمنذ فترة والكرة السعودية تتراجع وتنزف وفي عد تنازلي مخيف. ولن أستعرض مواقفي في وسط الحزن والألم، ولكنها الحقيقة فمنذ التعاقد مع ريكارد كنت من الأوائل الذين انتقدوا الصفقة، وقلت في حينها إن ريكارد مدرب عاطل عن العمل فكيف يتم التعاقد معه بمبالغ كبيرة، وقبل أن نتاول أخطاء المدرب علينا أن نعترف بأن هناك قصوراً في جوانب أخرى بدءًا من نظام المنافسات إلى اختيار الأجهزة الإدارية وآلية العمل ولا تنسوا تراجع الأندية الكبيرة الداعمة للمنتخب بالعناصر المتميزة. يحزنني القول لجميع المنافحين والمدافعين عن المدرب ريكارد في الفترة السابقة بأنهم شركاء في الفشل، فكل المؤشرات كانت تدل على أن المدرب لا يعمل، فلم يكن يتابع المباريات، ولا يحسن اختيار اللاعبين، وأسوأ أخطائه عدم استقراره على تشكيل، فيوم أمس كان هناك حماس من اللاعبين، وآمل ألا نظلمهم، ولكن تلك الاجتهادات اصطدمت أولاً بعدم التجانس، فالتفاهم مفقود، واصطدمت ثانياً بعائق سوء التنظيم، واصطدمت ثالثاً بغياب المنهجية التي تصل لمرمى الفريق المنافس، ولا يوجد استفادة من الكرات الثابتة لأنها تنفذ بلا خطة ولا تكتيك وجميعها مسؤولية «الكوتش» ريكارد. قالوا لنا إن ريكارد نجم كبير ومدرب عالمي وأشرف على أفضل أندية الكون «برشلونة»، وعلى ذكر برشلونة أستغرب من ريكارد زجه باسم برشلونة بمناسبة ودون مناسبة، وبودي أن أتساءل لماذا لا يتحدث عن تجربته الفاشلة مع غلطة سراي التركي حينما سقط ببطل تركيا من القمة إلى قاع الدوري، ثم ألغي عقده وجاءه الحظ يركض على قدميه بعرض تدريب المنتخب السعودي بالمبلغ الخيالي، وإذا كان ريكارد يتذاكى ويهرب إلى الماضي مع برشلونة فلماذا كان غيره من المدافعين عنه لا يتذكرون فشله مع غلطة سراي ومن قبل في بلده هولندا وأن نجاحه مع برشلونة انتهى بمغادرة مساعده توجو وتلقى بعد إلغاء عقد المساعد خسائر بالأربعة ألغت عقده. اتحاد الكرة المنتخب الجديد أمام مسؤولية مستقبلية ولن يحاسب على المرحلة السابقة، ولكي يحقق الآمال ويحظى بالقبول عليه أن يتعامل مع الواقع ويتفاعل مع الشارع الرياضي.. صحيح أن عبارة «العواطف لن تصنع قراراتنا» جميلة وموضوعية، ولكن مقولة كل شيء بالاستشارة تهز استقلال الاتحاد، ولتكن العبارة الأدق أن قرار اتحاد الكرة يخرج من داخل قاعة الاجتماع وبعد المناقشة والتصويت.. نريد اتحاداً قوياً يملك قراره ويعي المرحلة وأبعادها والتفاعل مع مطالب الشارع الرياضي، فكلما كانت القاعدة الجماهيرية الرياضية مقتنعة بما تعمل ستصنع النجاح، ومليون لا للقرارات الانفعالية التي تأتي بردات الفعل. خلاصة القول إننا كنا في السابق نلغي عقود مدربين ناجحين، وتحولنا للنقيض فأصبحنا نستميت في المحافظة على مدربين فاشلين، وفي كلتا الحالتين نحن مخطئون، والأسوأ أن تستمر على الخطأ.