أشاد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بالأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ظهر أمس الجمعة.. بشأن تعيين ثلاثين عضوة في مجلس الشورى.. وقال: لقد سعدنا بالأمر الملكي الكريم وبما تضمنه من إشراك المواطنة السعودية في مجلس الشورى, لإبداء رأيها وعرض مشورتها, في الأنظمة والتقارير والمعاهدات والموضوعات التي تعرض على مجلس الشورى وفق اختصاصه.وأبان أن القرار الملكي يأتي متوافقا مع منهج نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده باستثمار كل الطاقات والقدرات للرجل والمرأة في بناء مجتمع صالح سوي يحقق لأفراده الأمن والاستقرار والعدل والرحمة والرخاء والتطور في شتى المجالات. وقال آل الشيخ: لا شك أن إشراك المراة في الشورى للاستئناس برأيها أسوة بالرجل هو منهج يوافق الكتاب والسنة, وقد سبقنا في انتهاجه الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده.. فأول امرأة في التاريخ الإسلامي حقق الله على يديها السكينة والاطمئنان لمحمد صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه جبريل عليه السلام أول مرة فأصابه ما أصابه من الخوف والرهبة كان لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها موقف رائع ورأي سديد موفق، حينما أبدت مشورتها ورأيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذهابها معه إلى ورقة بن نوفل في قصته المعروفة للجميع.وكذلك يستدل بحديث استشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، فهذا الحديث يدل دلالة صريحة على جواز استشارة النساء, وكما لا يخفى انه عليه الصلاة والسلام اخذ برأي أم سلمة في هذه الحادثة رضي الله عنها في أمر ليس من أمور النساء.أضاف: أيضا يستدل في هذا المقام على جواز استشارة النساء بفعل الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم, ومن ذلك استشارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته حفصة رضي الله عنها في شأن المدة التي تصبر فيها المرأه على سفر وفراق زوجها, وكذلك أخذ عمر رضي الله برأي امرأة من قريش حينما اعترضت على اجتهاده رضي الله عنه في وضع حد أعلى لمهور النساء.وأشار إلى أنه يستأنس كذلك في هذا الصدد بما ذكره ابن سيرين -رحمه الله- حيث قال: كان عمر رضي الله عنه ليستشير في الأمر حتى كان ليستشير المرأة فربما أبصر في قولها الشيء يستحسنه فيأخذه، وكذلك ما فعله عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه من استشارة الناس في أمر اختيار الخليفة بعد وفاة عمر رضي الله عنه, قال شيخ الإسلام ابن تيميه: بقي عبدالرحمن يشاور ثلاثة أيام وانه شاور حتى العذارى في خدورهن.وتابع: فهذه نماذج يسيرة مما سطر ودون من وقائع وحقائق تدل دلالة واضحة صريحة على وجوب الاستفادة من آراء الرجال والنساء على السواء فيما يحقق المصلحة العامة ويعضدها ويشد من أزر ولي الأمر لمساعدته في اتخاذ القرارات المناسبة.