باتت الرؤية واضحة للاختلاف الكبير الذي أحدثته الثقافة المادية الهوجاء في العالم اليوم، والانحدار الأسوأ لقيمة الإنسان، وهذا لعمري حين يطغى الإهمال على الجمال، والماديات على القيم، فليتنا تجمّلنا بحضارة الإسلام وثقافته، تلك الأصول الموثقة بالأمانة والبر، والمبادئ والقيم، وليتنا كرّمنا الإنسان الذي كرّمه خالقه عز وجل، وحمله على مطية الرعاية والعناية في البر والبحر. في مقالي هذا أنتقد وبشدة المجال الطبي في بعض شخوص الأطباء، وفي أدائهم المهني والمسؤولية الطبية والأمانة العلمية، والعجز في توفير بعض الأدوية الضرورية جدًا لإنقاذ إنسان. في حالة الجلطة.. بدون توصية وبدون حظوة وبدون أن يكون المريض معروف أو له مكانة، يجب أن نتعامل مع الحدث بسرعة وعناية فائقة، إذ يحضر المريض إلى مستشفى أهلي أو حكومي، فلا يجد السرعة اللازمة والإسعافات الضرورية أو حتى الإتقان في ترتيبات الإسعافات المباشرة. وبعد عشرات الاتصالات (الدواء المنقذ) مفقود! مستشفى بهذا الحجم وهذا المؤمّل فيه بالمعجزة لا تتوفر به أهم الضروريات، والوقت يمضي والمريض تحت رحمة من يُعجِّل بإنقاذه تفاديًا للمضاعفات وأقلها الشلل، تُجرى مكالمات لمستشفى آخر بحثًا عن الدواء، فلا يتوفر، ثم آخر ولا يوجد! ثم ثالث ويتعثر بشرط طلب من الطبيب فلان ثم فلان ثم الدفع مسبقًا! ثم يأتي الدواء في نصف الساعة الأخيرة! هذا وهذا المريض محظوظ جدًا! ورغم ذلك، كل هذا الوقت بالطبع محسوب عليه، وهو في هذه الحال لا حول له ولا قوة لا يملك إلا الانتظار وهو ما بين الإغماء والإفاقة. يأتي الدواء وهو على حساب المريض، بل وعلى صحته وسلامته ونجاته، سعره المرتفع قليلاً لا بأس به أبدًا مقابل أن ينجو المريض من الألم النفسي في كل لحظة لو لا قدر الله بسوء إن أصيب بإعاقة ترافقه بقية العمر. وبغض النظر عن أسماء المستشفيات الأهلية والحكومية (ذات المستوى العالي)! ماذا عن المواطن البسيط والمستشفيات المتعثرة، ماذا عمن لا يتوفر له (الواسطة) والحظوة والعناية، ماذا عن الفقير والمسكين والمعدم، ماذا عن الناس المرضى والمحتاجين للعلاج. وحين توجه سؤالاً للطبيب المسؤول عن الحالة. كيف لا يتوفر دواء بهذه الضرورة؟! يجيبك بكل برود وهو محرج طبعًا هذا ليس وقته الآن! أي استهتار هذا بأرواح الناس رغم الميزانية الضخمة التي خُصِّصت للمجال الصحي في وطننا الغالي؟!، وأي تقصير غير مغتفر وضياع للأمانة يعيشه المريض وأهله مع أُناس يُفترض فيهم أن يكونوا ملائكة الرحمة، وأطباء يسرحون غير عابئين بأهمية الوقت والأرواح، والمصير المحتوم من العذاب والتوجع الذي يعانيه المريض؛ بسبب خلل طبي ومطلب مادي، وتقصير وتعثر في خطوات إسعافه، وإهمال وتأخير خسائره باهظة جدًا في حق الإنسان المواطن؟!!.