أعاني من عصبية شديدة وعنف، ولا أتحكم في نفسي في المواقف حتى لو بسيطة جدًا. وحتى لو حالتي النفسية جيدة فإنها تنقلب بسرعة إلى الأسوء، وأقع في أخطاء كثيرة، مثل: الصراخ، وإخراج ألفاظ جارجة صعبة، ولا أشعر بما أقول، وعندي خوف يدفعني للتهور أكثر، وأعاني من ضعف الشخصية والوسواس القهري، حتى في العقيدة، وينتابي اليأس الشديد وعدم الصبر على الابتلاءات أو أي شيء بسيط ودائما اتذكر المشكلات القديمة والحديثة وتستفز أعصابي أكثر مع الاحلام المزعجة الدائمة، وهذا حدث لي منذ سنين طويلة ونتيجة هذا كله أخسر كل شيء ومن حولي من الناس وافقد نجاحي دائما وسعادتي والان حياتي الزوجية مهددة بدرجة مخيفة مع العلم أني عندي طفلين وحامل في الشهر السادس وحالتي النفسية محطمة وان جميع من حولي لا يتحملوني حتى أهلي. مع العلم اني مررت بمعاملة قاسية من حولي واحيانا أفكر في الانتحار للخلاص من المشكلات ومن حالتي خوفا من الطلاق وغيره من المصائب ولقد ذهبت إلى أطباء نفسيين ولا توجد نتيجة. م.م - الرياض يجيب عن التساؤل الدكتور عربي العطاء الله استشاري الطب النفسي فيقول: أولا أريدك أن تكوني شخصية إيجابية متفائلة، لا يمكن أن تنهزم، وتبقى صامدة ثابتة على مبادئها وعلى أخلاقها الإيجابية. المشكلة أختي الفاضلة أنك عملت لنفسك برمجة سلبية، وبالتالي أثرت في سلوكك وفي شخصيتك، ومهما تناولت من أدوية أو عقاقير فلا يمكن أن تصلي إلى الحل، وأنت جربت جل الأدوية النفسية، ولكن لم تصل إلى الحل المنشود الذي يريحك، ويخرجك من أزمتك التي تعانينا منها، وراحتك أختي الفاضلة تكمن في تغير صورتك التي تحملينها على شخصيتك، غيري هذه الصورة من السلبية إلى الإيجابية. فلماذا العصبية والقلق، فلا تستحق الحياة كل هذا السلوك غير الصحي، حاولي أن تأخذي الأمور بكل هدوء لا تتركي لنفسك الدخول في دوامة العصبية والقلق والتوتر فهذا سيؤثر في حياتك ويجعلها متوترة، ولا يمكن أن تعيشي في سعادة، بل تجعلك تنظري إلى الحياة بنظرة تشاؤمية. ولهذا أريد منك المحاولة في اتباع هذه الخطوات، لعلها تكون مفتاحا لك للخروج من أزمتك: 1- وطدي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، وأطرقي بابه دائما وتمسك بحبله المتين يعينك على الخروج من أزمتك. 2- اجعلي حياتك تسير على برنامج منظم ومرتب، وليس عشوائية وتخبطا، وما أحلى النظام في حياتنا. 3- حسني علاقتك مع الآخرين وبخاصة أهلك وزوجك ولا تخسري أحدا فيهم، وإياك أن تفكري في الطلاق فإنك تهدمين بيتك بيديك، وستندمين وحيث لا ينفع الندم. 4- فكري في تربية أبنائك، والاهتمام بهم فهم فلذات أكبادك، ولا تخسرينهم فهم بحاجة إليك وإلى حنانك وحبك. 5- حاولي أن تمارسي رياضة الاسترخاء في البيت فقد تساعد في التخلص من الضغوطات النفسية، ورياضة الاسترخاء يمكن أن تجدينها في الشبكة العنكبوتية أو في كتب الاسترخاء، وهي عملية سهلة، حاولي تكرارها عدة مرات. 6- روحي عن نفسك بالخروج إلى المنتزهات والحدائق مع زوجك وأولادك، ويكون ذلك بوضع برنامج أسري أسبوعي، وهذا البرنامج سيخفف عليك من الضغوط الأسرية. 7- حاولي أن تفعلي دور الحوار الأسري، فالحوار أسلوب للتفريغ، وإطفاء نار الغضب والقلق والخوف، تقربي من زوجك اجلسي معه حاوريه، وحتى وإن لم يرض في البداية حاولي بأسلوبك أن تسمع منه ويسمع منك، فالحوار الأسري يعزز جانب الحب لدى الأزواج. 8- أريدك أن تكوني متفائلة ولا تعتمدي على العقاقير، حاولي أن تغيري أفكارك السلبية إلى أفكار إيجابية، وتعلمي أسلوب الابتسامة، فهذا يخفف عنك آلامك النفسية.