أصابت التقنية الحديثة محلات التسجيلات الإسلامية الشهيرة في شارع باخشب بحالة ركود غيرطبيعية وتراجعت أعداد المشترين فيما قلص بعض أصحاب المحلات مساحات المحل لدفع إيجار أقل وخفض عدد الموظفين بغرض التواؤم مع تراجع المبيعات وتدنى هامش الربح، لمبيعات أشرطة الفيديو والكاسيت. ويشير عزت سعفان بائع إلى أنه أمضى أكثر من 10 سنوات في إحدى التسجيلات الإسلامية الشهيرة بشارع باخشب قائلا: «كما ترى التقنية خطفت منا الزبائن، فلم نعد نراهم إلا قليلا، حيث أصابت بضاعتنا بالكساد وتقلص حجم الإنتاج إلى أكثر من النصف، بل إن بعض الشركات أوقفت إنتاجها بالكلية منوها إلى أن نسبة انصراف الزبائن عن شراء أشرطة الكاسيت يزيد عن 50% مقارنة بالعشر سنوات الماضية. و بعد أن أطلق تنهيدة استعاد من خلالها الذكريات قال عزت: «بات الزبون اليوم يفضل تحميل ما يريده من الصوتيات عبر الإنترنت ودون أي جهد أو مبلغ مالي، كما إن بإمكانه أيضا الاستماع إلى أكثر من قارئ للمصحف كاملا في CD واحد وبمبلغ زهيد هو 10 ريالات، فيما ختمة القرآن الكريم كاملا لقارئ واحد في أشرطة الكاسيت تقدر ب40 ريالا، لذلك ضعف إقبال الزبائن على تسجيلات الكاسيت. أما المستهلك علي عبدالرحمن وهو مواطن في العقد الثالث من عمره الذى كان يشترى مصحفًا الكترونيًا ناطقًا لتعليم طفله القرآن الكري فقال: «الآن بات بإمكانك تحميل جميع ما تريده عبر تقنية MP3 والاستماع إليها وقتما تشاء، إضافة إلى ذلك فإن معظم أجهزة التسجيل في السيارات الحديثة من نوع CD ، DVD بسب الخصائص المتعددة لهذين النظامين». ويوافقه الرأي عصام حسن 29 عامًا والذي قال: «أعتقد أن محلات تسجيلات الكاسيت قد أصبحت أثرًا بعد عين والسبب هو عدم مواكبة ملاك هذه التسجيلات للعصر، فشريط الكاسيت كان له عصره الذهبي لعدم وجود بدائل في السوق بعكس الآن». وفي ظل عزوف الجمهور لتسجيلات الكاسيت لجأت بعض دور التسجيل لمواكبة التقنية وذلك بتوفير عدد من منتجاتها عبر قوالب جديدة وحديثة، مثل ختمة القرآن الكريم MP3، ومصاحف الكترونية، حيث يقول البائع أبو أحمد: «بدلا من التحسر على الزمن الماضي بدأنا في تسويق منتجاتنا عبر التقنية الحديثة خاصة التسجيلات الحصرية والنادرة وقمنا بإعادة إنتاجها في قوالب حديثة لنواكب العصر». ونوه إلى أن الإقبال غالبًا ما يكون على مواد القرآن الكريم تليها أشرطة الإنشاد، في حين يكاد الطلب ينعدم على أشرطة المحاضرات إلا فيما ندر.