أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزيانى، عدم تعرض مشروع الاتحاد الجمركي بين دول المجلس لأي معوق سياسي، وقال ل «المدينة» إن المعوقات التي تواجهة مشروع الاتحاد الجمركي هي معوقات فنية وإدارية وتنظيمية، ولا علاقة للأمور السياسية بهذه المعوقات إطلاقا. وأضاف خلال مؤتمر صحافى عقده مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، عقب انتهاء الجلسة الختامية لقمة قادة الخليج ال 33: «تم تشكيل هيئة من المدراء العامين لشئون الجمارك بدول مجلس التعاون تحت اشراف لجنة التعاون الاقتصادى للعمل على تذليل كل المعوقات التي تواجه مشروع الاتحاد الجمركى لكى نصل الى الصورة النهائية فى منتصف عام 2014 لبدء العمل بالاتحاد الجمركى فى يناير 2005. وشدد الزيانى على أن الروح التى سادت قمة المنامة كانت بناءة وايجابية ومتفائلة بمستقبل العمل الخليجى المشترك. وحول الاتفاقية الامنية وامكانية رفضها من قبل أى من المجالس التشريعية الخليجية، قال الزياني إن الاتفاقية سميت بالاتفاقية الامنية المعدلة حتى تتماشى مع الدساتير والقوانين المحلية والوطنية، حيث تم مراعاة جميع دساتير المجلس، مشددا على اهمية الاتفاقية التى قال إنها لا تخدم فقط الحماية ومكافحة الجريمة بل تدعم التكامل الاقتصادى الذى يحتاج الى بيئة أمنة ومستقرة وتعزيز القدرة على التعامل مع الكوارث والازمات وغيرها. وحول القيادة العسكرية الخليجية الموحدة، أوضح الأمين العام للمجلس إنه سيتم تحديد الاليات والاساليب لانشاء هذه القيادة. وفيما يتعلق بالتكامل الاقتصادى، بين الزياني أنه تم اخذ مرئيات دول مجلس التعاون وأعقبه عقد اجتماع للجنة التعاون المالى والاقتصادى «وزاراء المالية» لبحث تلك المرئيات ووضع خطط لانتقال التعاون الاقتصادى الى رحاب وافاق اوسع. وبالنسبة لليمن، قال أمين مجلس التعاون إن البيان الختامى اكد اهتمام قادة دول مجلس التعاون باليمن ودعمهم لقررات الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى التى صدرت باطار المبادرة الخليجية، مشيرا الى تنفيذ المرحلة الاولى من المبادرة بنجاح، وبدء تنفيذ المرحلة الثانية التى تشمل على الحوار الوطنى الذى يعد مركز الثقل لها. وقال إنه بأمر من قادة دول المجلس تم انشاء مكتب فى الامانة العامة بالرياض لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بشأن اليمن اضافة الى تشكيل مجموعة العشرة وهى دول مجلس التعاون والدول دائمة العضوية بمجلس الامن، مشيرا الى جمع 8 مليارات دولار لتنمية اليمن النسبة الاكبر منها من دول مجلس التعاون. وكشف الزياني أن الامانة العامة لمجلس التعاون، تمر بمرحلة اعادة هيكلة بتوجيه من قادة دول المجلس والمجلس الوزارى لتمكينها من تطوير ادائهاواعطائها بعض الصلاحيات لاداء مهامها بكل كفاءة وفعالية ومتابعة تنفيذ القرارات. من جهته، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أن القيادة العسكرية الخليجية الموحدة تعتبر مظلة تجمع جهود «درع الجزيرة والقوات الجوية والبحرية» لدول مجلس التعاون الخليجى من حيث التنسيق والتخطيط والقيادة. وقال إن ماتم الاتفاق عليه من قبل مجلس الدفاع الخليجى المشترك واضح ويقضى بانشاء القيادة العسكرية الخليجية الموحدة يتمثل فى «درع الجزيرة والتنسيق الجوى المشترك والتنسيق البحرى المشترك ومقره البحرين»، وهو عبارة عن تجمع يضم كل هذه الجهود تحت مظلة واحدة، مؤكدا أن درع الجزيرة موجود وسيبقى باعتباره ركنا اساسيا فى العمل الدفاع المشترك. وفى رد على سؤال حول مقر القيادة العسكرية الخليجية الموحدة قال إن المسألة ليست مسألة مقر بقدر كونها مسألة تنسيق جهود مشتركة. وردا على سؤال آخر، حول ما تردد سابقا عن إنشاء «فيلق خليجى»، أجاب: موضوع الفيلق طرح ذى قبل من جانب السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وطرحت الفكرة ايضا من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكن ما تم الاعلان عنه فى البيان الختامى للقمة هو انشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة للتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية. وفيما يتعلق بالاتحاد الخليجى، أوضح أن مسيرة «الاتحاد الخليجى» بدأت منذ قمة الرياض العام الماضى، وتم التأكيد عليها فى القمة التشاورية بالرياض وقد تم وضع مجموعة عمل من خيرة ابناء دول الخليج الست، «ثلاثة من كل دولة» ، لوضع الهيكل والافكار والتصورات وسيتم الاعلان عن ذلك بعد استكمال كافة الجهود فى قمة خاصة فى الرياض. وقال اننا لم نقل ان هناك دولة لا تريد ان تدخل فى «الاتحاد» خاصة اننا مازالنا فى الطور التمهيدى لهذه المسألة، مؤكدا ان مسيرة العمل الخليجى المشترك دائما حذرة كونها تأخذ فى الاعتبار كل مواقف البلدان الخليجية. وأكد آل خليفة، أن دول الخليج ليس لديها أى خطة لمواجهة جماعة «الإخوان المسلمين»، ولا أى فئة أخرى فى بلداننا، وأن كل ما يهم دول مجلس التعاون الخليجى هو تنمية بلدانها وتحسين اوضاع شعوبها. وفيما يتعلق بإيران، قال وزير الخارجية البحريني إن جهود التواصل مع ايران لم ولن تتوقف، مشيرا الى ان ايران دولة جارة تربطنا بها علاقات تاريخية الا ان العلاقات معها دائما تمر بمراحل مختلفة، فهناك امور اليوم نختلف عليها وتم تبيانها فى البيان الختامى لقمة المنامة، وذلك مع التأكيد على حرص دول المجلس على ان تكون العلاقات مع ايران سليمة وفى الطريق الصحيح وألا يقوم أى طرف بالتدخل فى شئون الاطراف الاخرى مع عدم قيام اى طرف بمنهج تصادمى يعرضها لأى خطر فى أى شان كان كهجوم او خطر بيئى. وحول فكرة تسليح المعارضة السورية، قال إن موقف مجلس التعاون هو موقف جامعة الدول العربية ويلتزم بكل بياناتها فى هذا الشان ولن نخرج عن هذا النطاق.