تهيأت قرية جازان التراثية بأبهى حللها لاحتضان المهرجان الشتوي «جازان الفل مشتى الكل» الذي ينطلق في الخامس من ربيع الأول، وبدت على أهبة الاستعداد لاستقبال الزوار والسياح والمشاركين عبر طابعها التقليدي الذي تفوح منه رائحة الماضي طينًا وتنبعث منه عراقة التاريخ أصالة. وشرعت الجهات المعنية في إنشاء القرية في موقع متميز بالكورنيش الجنوبي في جازان على مساحة 7 آلاف متر مربع، تجمع في داخلها كل ثقافات وتاريخ وتراث وأفكار وحضارات وحتى جبال وهضاب مدن ومحافظات جازان وأصبحت مقرًا دائمًا لمهرجان جازان الشتوي. وتعد القرية معلمًا حضاريًا وبوابة سياحية تراثية لزوار المنطقة ويبدو فيها ماضي المنطقة ماثلًا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعًا لبيئة المنطقة وتضاريسها. وحصلت قرية جازان التراثية على جائزة أفضل موقع جذب سياحي بالمملكة بين600 مشارك في جائزة التميز السياحي التي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار فيما حققت إقبالًا كبيرًا للزوار خلال الأعوام الماضية من أجل الاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش مع المطبخ البيئي لمنطقة جازان الذي يدخله الناس ويشعرون بالراحة النفسية فيه وكذلك الاستمتاع بالتراث بعد أن خصصوا واقعًا للتسوق في أماكن مناسبة كما أن من يرغب بمشاهدة الجانب التراثي يجد خصوصية أيضا في المشاهدة والتعلم والاستمتاع. وتقدم في كل موسم للزوار إضافة جديدة فهي تقدم صورة ونموذجًا حيًا وواقعيًا لبيئة جازان وطريقة تعايش أبنائها وصممت لجذب السُياح إلى منطقة جازان، وتعريف الزوار بالمنطقة من البيئة الجبلية والتهامية والبحرية، ولجميع البيئات والعادات والتقاليد في مكان واحد. وجاءت فكرة القرية التراثية عبر إطلاق مهرجان جازان الشتوي الأول حين تم تقديم تراث المنطقة وآثارها التقليدية في المهرجان الوليد الذي حقق نجاحات باهرة في العام 1429ه حيث وجه آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بإنشاء مقر دائم للقرية التراثية بجازان. وتعكس القرية التراثية بجازان وهي تستعد لاستقبال الزوار بوابة نحو تاريخ منطقة جازان وتدوين حقيقي لحقبة غابرة لإنسان المنطقة القديم الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن فتحولت بيوتًا وأواني وأثاثًا بل تحولت عملًا وجهدًا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها عبر القرية التراثية ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملًا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورًا ورقيًّا. ويقف على مدخل القرية التراثية بجازان البيت الجبلي بشموخه المعهود وصلابته التي قهرت عوامل التعرية الطبيعية بمكوناته الصخرية التي نبعت من بيئة الجبال التي صقلت مهارات قاطنيها.