جميلٌ جدًّا أن تتضافر جهود الجميع، بما في ذلك الشركات والمؤسسات العامة والخاصة مع الجهد الحكومي "الرسمي" في العديد من مجالات التنمية والبناء، والأجمل أيضًا عندما تساهم شركة عملاقة بحجم "أرامكو السعودية " في مثل هذا التوجه.. تبدّى ذلك عندما بادرت شركة أرامكو الصيف الماضي إلى إدراج برامج مخصصة للفن التشكيلي ضمن فعاليات مهرجان الصيف الكبرى التي أقامتها هذه الشركة العملاقة في مدن: الرياض، جدة مثلًا، وكنت واحدًا ممّن أتيحت لهم الفرصه لزيارة مهرجان "أرامكو" في العاصمة الرياض.. لقد أسعدني -وأسعد غيري بالتأكيد- مثل هذا الحِراك الثقافي الشامل خاصة عندما وجدت حضورًا لافتًا للحراك التشكيلي والمتمثل في بعض المعروضات والأعمال الفنية في مجال النحت، كما حصل في أعمال الفنان "الديناميكي" النحات صديق واصل، إضافة إلى ورش الرسم الحي وقاعات الرسم المخصصة للمسابقات الخاصة بالصغار والتي شهدت إقبالًا متميزًا من الجنسين، والذين مارسوا الرسم بسعادة برفقة والديهم واشقائهم في أجواء احتفالية مشبعة بالفرح.. كما أن المهرجان احتوى أيضًا على جناح مخصص لهواة التصوير الضوئي شارك فيه عدد كبير من هواة التصوير بما أضفى على المهرجان شمولية ثقافية تستوعب كل الأطياف الفنية.. جاء هذا الجهد من "أرامكو" ليضيف بعدًا آخر لعمق الحس الفني المتنامي لدى القائمين على مثل هذه الفعاليات الصيفية الجذابة وايمانهم التام بأهمية أن يكون لهذا الصرح النفطي العملاق وجود وحضور في كل مجالات، لكنني كنت أتمنى من شركة أرامكو وهي القادرة -وبجدارة- أن تتبني إقامة مسابقة سنوية كبرى للفنانين والفنانات التشكيليين على مستوى الوطن، تساهم من خلالها الشركة أيضًا في دفع الحراك التشكيلي المحلي، وتتيح الفرصة لكل التشكيليين من الجنسين المشاركة، على أن تقوم الشركة -وهي القادرة أيضًا- برصد جوائز وحوافز ضخمة بما يضمن نجاح المبادرة، ومشاركة الجميع وبما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة بما في ذلك مشاركة الفنانين على اختلاف أطيافهم ومدارسهم وأساليبهم الفنية والتقنية، وبما يساهم في دفع مسيرة الفن التشكيلي السعودي خطوات متسارعه تحقق لهذا الرافد الثقافي مزيدًا من الحضور والتألق على كافة الأصعدة.. كلي آمل بأن يعيد القائمون على هذا المهرجان الصيفي الناجح في شركة أرامكو النظر في الكيفية المثلى لتفعيل هذا النشاط المحبب.