فوز أوباما لفترة ثانية، قد لا يكون نصراً بقدر ما هو ورطة، حيث انتشر الحديث اليوم في التحليلات الاقتصادية لكبرى الصحف العالمية، حول الهاوية المالية الأمريكية، التي بدأت في 2007، وسمعنا أوصافاً كثيرة لها، مثل الكارثة، والأزمة، والركود، والتباطؤ، والإنكماش، وارتفاع البطالة، وارتفاع الدين العام 14 تريليوناً، ولكننا اليوم طرق مسامعنا كابوس مفزع يسمونه الهاوية المالية، والهاوية وصف قرآني لجهنم، فما هو جهنم الاقتصاد الأمريكي المتوقع في عام 2013؟ وإذا سقطت الولاياتالمتحدة فيها من سوف تأخذ معها؟ الهاوية المالية هي كناية عن منزلق خطير لتراجع الاقتصاد الأمريكي المستمر للأسفل، ومنذ انهيار البنوك الأمريكية قبل خمس سنوات كانت كل الحلول الأمريكية تقوم على المزيد من رفع سقف الدين العام، واليوم سيزداد الامر سوءا ان لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بين الرئيس باراك أوباما وأعضاء الكونجرس الجمهوريين من أجل تخفيض العجز في الميزانية، عن طريق خفض حاد لنفقات الدولة، وزيادة الضرائب بشكل ضخم على جميع شرائح المواطنين بواقع 20 %. كل المستثمرين الدوليين شرعوا في التحوط من هذا المخاض الصعب، حيث عملت الصين أخيرا على خفض محفظتها من السندات الأمريكية بواقع 29 %، وطرحت عملتها الوطنية كعملة تداول في مناطق خارج الصين، وأظهرت الهند وكوريا الجنوبية تخوفات مماثلة من الهاوية، وأثرها السلبي على نموالاقتصاد العالمي وبدأتا خطوات احتياطة احترازية للنجاة. يقول بن برنانكي رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي إن الهاوية المالية التي تقترب بشدة، بدأت تؤثر بالفعل سلباً على الاقتصاد الأمريكي، وأن البنك الفيدرالي لن يستطيع احتواء تداعيات الإجراءات التقشفية الصارمة التي ستطبق مع بداية العام المقبل، إذا لم يتفق الكونجرس وإدارة الرئيس باراك أوباما، وأن حالة الغموض وعدم اليقين السائدة حاليا بدأت تؤثر بالفعل على ثقة المستهلكين والمستثمرين في الاقتصاد الأمريكي. يجب على الجامعات السعودية، وجمعية الاقتصاديين السعوديين، ومؤسسة النقد، الجلوس جنباً إلى جنب، لمناقشة هذا الموضوع الحيوي وتداعياته على المنطقة، أزمة العقار العالمي، إنخفاض الدولار، ارتفاع أسعار النفط، وبحث السبل لتجنب آثار الهاوية السلبية علينا، فلا يمكن أن تكون آسيا أكثر خوفاً منا وعملتنا مرتبطة بالدولار.