سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدارس بنات حكومية.. ضياع إلى آخر مدى!! أمرٌ مؤلمٌ بالفعل، أن تُنتهك كرامة بناتنا في بيئة كان من الأجدر بها أن ترتقي بالعقول، وتسمو بالأرواح في فضاءات المعرفة والسمو والقيم الذاتية..
(1) يعاني تعليمنا من حالات ضعف وترهل، بقسميه (تعليم البنين، وتعليم البنات)، ولكني أزعم أن تلك الحالات المترهلة، تكون أشدَّ وضوحًا وتجلّيًا ومرارةً في التعليم المتّجه لبناتنا الطالبات. (2) سأنقل لكم في هذه المقاربة ما يجري في مجمع تعليمي واحد لمدارس البنات، بأقسامه الثلاثة (الابتدائي - المتوسط - الثانوي)، وأجزم لكم أن هذا المجمع التعليمي، يعتبر صورة واحدة، تختزل كل المشاهد المماثلة في معظم المدارس الأخرى!! وسأحتفظ باسم هذا المجمع لمَن يهمّه الأمر (فيما بعد)!! (3) الحقيقة،إن ما في جعبتي من نداءات صارخة كثير.. بل إن الشق أكبر من الرقعة.. بكثير..! لكن لعلني أستحضر أهم الثقوب في رداء مؤسسة تعليمية، كان من المنتظر منها، أن تكسب بناتنا العلوم والمعارف الجادّة، وتربيهن على أساس من القدوة الحسنة.. ولكن.....!! * المدرسة شرعت أبوابها للعمل التعليمي التربوي مع بداية هذا العام الدراسي، أي منذ ثلاثة أشهر فقط، من خلال بناء تعليمي نموذجي، ولكن مع غياب أعمال الصيانة (بالكامل)، فقد تعطلت كثير من الوسائل التعليمية، وأجهزة التبريد، والإضاءة، حتى دورات المياه اختزلت، للحد الذي لا يجد فيه ما يقارب الخمسمائة طالبة سوى (دورتين) للمياه فقط..! * تدير المدرسة مديرة، لا يمكن لقاؤها بسهولة، فباب غرفتها موصد على الدوام أمام الأمهات، والمراجعات، والطالبات. * كثير من معلمات المدرسة لا يلتزمن بالآداب الإسلامية الرفيعة، والقيم الإنسانية النبيلة في التعامل مع طالباتهن، والتي تستند على الود، واحترام طالبة العلم، اللواتي تركن أمانة في أعناق هؤلاء المعلمات!! اللواتي لا يتورعن في إهانة هؤلاء الطالبات عند أية واقعة، وإلاّ فماذا بعد.. أن تخاطب معلمة بنات فصلها بقولها الفج: «أنتم ما جيتوا من بيوت أوادم»، أو عندما تنظر إحداهن إلى طالبة مصابة في خدش أسفل عينيها، فتقول لها على سبيل السخرية المقيتة: «ما ذنبي أنا أن أنظر في هذه الأشكال المقرفة؟».. وماذا بعد.. أن تجبر معلمة طالباتها على أداء الاختبار جلوسًا على الأرض، وهي تقتعد بجوارهن مقعدًا (عاليًا) مطمئنًا!! وهن يتوسلن لها أن تسمح لهن بالجلوس على أحد المقاعد الفارغة في غرفة المعلمات المتسعة بخواء من فيها!! أمرٌ مؤلمٌ بالفعل، أن تنتهك كرامة بناتنا في بيئة كان من الأجدر بها أن ترتقي بالعقول، وتسمو بالأرواح في فضاءات المعرفة، والسمو، والقيم الذاتية، التي تؤكد تحقيق الكرامة، التي خص بها الله عز وجل عباده المكرمين.. قال المولى عز وجل: (ولقد كرمنا بني آدم في البر والبحر..). * المبنى الدراسي الذي ينتمي إليه ثلاثون معلمة، وأكثر من 600 طالبة، لا يتكفّل بنظافته ورعايته سوى موظفة واحدة، وتساعدها بين الحين والآخر زوجة (الحارس)، على سبيل الفزعة، وأجر زهيد!! ولذلك فلا تتورع منسوبات المدرسة من طلب فزعة الطالبات ليمسكن بعصا المكانس، ومناشف التنظيف، ويقمن بمهمات لم يجئن من أجل الوفاء بها!! * البيئة المدرسية التي تتضمنها هذه المدرسة، لا تشتمل على أي نوع من أنواع الجذب والترغيب، التي تقرب وجدان الطالبات إلى عالمهم الدراسي اليومي.. فلا نشاطات خارج نطاق الصف، ولا رحلات، ولا احتفالات، ولا إقامة فعاليات ثقافية وفنية واجتماعية ما.. لا يوجد على الإطلاق سوى معلمات يحرسن طالباتهن داخل الفصول!! * قائمة الممنوعات متّسعة جدًّا في المدرسة.. للدرجة التي تتم معاقبة الطالبات، إذا ما جئن يرتدين (جاكيتات)، أو أن يكنّ سادلات شعورهن القصيرة على شكلها الطبيعي!! * هاجس البحث عن موهبة ما لطالبات مفعمات بالطاقات المبدعة الكامنة في أعماقهن غائب تمامًا عن الذهنية العامة لمنسوبات المدرسة، من معلمات وإداريات ومرشدات.. وبالتالي.. تظل الخواطر حبيسة في الدروج الخفية، وتبقى القصائد تأنُّ في الأرواح المتعطشة للجمال، وتنطفئ كل الحواس المتقدة للابتكارات والاكتشافات العلمية الجادة!! (4) .. بقي أن أقول، إن مشاهد تلك الخيبة التعليمية تختص بمعظم المدارس الحكومية أكثر من تعلقها بالمدارس الأهلية الخاصة.. لأسباب كثيرة معروفة، وأن المشهد العام للمدرسة التي قاربنا تفاصيلها البائسة، ما هي إلاّ صورة بانورامية مصغرة لمعظم مدارس بناتنا الحكومية.. ألم أقل لكم إن الشق أكبر من كل الرقاع!! وافهم يا (فهيييم)!! [email protected]