حقق الهلال الأهم وحصد النقاط الثلاث في كلاسيكو الكرة السعودية والقمة الحقيقية لمن أراد أن يستمتع كروياً، فالاتحاد والهلال كبار في كل شيء قبل وأثناء وبعد المباراة.. تنافس شريف ومثير.. حيث قدما أجمل مباريات الموسم، وكالمعتاد جدد مدرب الاتحاد كانيدا أخطائه عندما سحب الشربيني وأشرك هتان باهبري في وقت كان الاتحاد يسيطر ويقدم كرة جميلة ومرتدات سريعة، ومن الإنصاف القول إن المدرب دخل اللقاء بالتشكيلة والطريقة الأمثل، ولكن هذه الطريقة هي التي طالبنا بها في مباراة إياب الدوري الآسيوي أمام الأهلي وغيرها من المباريات وطالب معنا الفنيون والنقاد، ففهد المولد لعب في موقعه المناسب الجهة اليمنى، وكذلك الأمر بالنسبة للشربيني، وصناعة اللعب ظهرت بوجود نور خلف نايف. وتجلى في الكرة التي صنعها للشربيني أمام المرمى، وقبلها في عرضية إبراهيم هزازي، كما أن وجود نور في هذا المركز جلب الأخطاء للاتحاد في المنطقة الخطرة ومنها سجل أسامة، وجميعها كانت مطالب في المباريات السابقة تجاهلها الإسباني، ورجع لها فعاد الاتحاد بعد فوات الأوان، فبالأمس شاهدنا العميد بعد طول غياب، ولا بد أن يترك مدرب الاتحاد فلسفة كل من يخطئ يغادر الملعب، فقد سبق وأن فعلها مع أبو سبعان في مباراة الأهلي بعد أن أخطأ في الهدف الثاني ونجح اللاعب الذي يراقبه معتز الموسى في التسجيل، فوجد نفسه خارج الملعب فانفتح الدفاع الاتحادي على مصراعيه، وأمس أهدر الشربيني في وقت كان من الأفضل أن يمرر لنايف هزازي المنفرد بالشباك دون أن يكون متسللاً فغادر وشارك هتان في الجهة اليسرى وهو الذي يلعب بالقدم اليمنى. وفي كل كرة يسدد في الآوت، والكرات التي في نصف الملعب يمرر للخلف في أداء سلبي، وبالمناسبة هذا اللاعب كان نجماً في منتخب الشباب، أما في الاتحاد فلم نر منه شيئاً حتى الآن، والبناء لا يكون بفرض اللاعبين، فالمميز يفرض نفسه كما فعل أحمد عسيري ومن بعده فهد المولد، والبقية بمشيئة الله ستفرض نفسها بأدائها ولا جدال أن الفريق يحتاجهم، وعلى ذكر الشباب فإن فهد المولد يحتاج إلى مدرب يعرف كيف يتعامل مع قدراته ويوظفها بشكل جيد دون أن يرهقه بأدوار دفاعية تتعبه، وعندما يصل المنطقة الخطرة يكون منهكاً وفاقداً للتركيز فلا يسدد بإتقان وتثبيته في النصف الأمامي أخطر وأجدى. وأعود بالحديث إلى الفرص الاتحادية المهدرة، وأنا لا أراها مسألة حظ، إنما هي فردية وأنانية، ولو كان الأداء جماعياً لتحولت فرص ال 70 وال 80% إلى 100%، وعلى المدرب أن يلزم لاعبيه بالكرة الجماعية، كما أن أخطاء الدفاع لا زالت مستمرة رغم المستوى الكبير الذي قدمه أسامة المولد وأحمد عسيري واجتهادات مشعل السعيد، فيما على إبراهيم هزازي أن يراجع حساباته، ومدرب الهلال ركز في الشوط الثاني على الأطراف الاتحادية لضعفها، ومنها نفذ للمرمى. خلاصة القول أثبتت مباراة الأمس أن مطالبنا السابقة منطقية من حيث التشكيلة والطريقة، فعندما لعب بها كانيدا ظهر الفريق بشكل جيد رغم الخسارة، والمطلب الأهم الذي تحقق وظهر هو تعيين مدير عام لإدارة الكرة، وكم كان الاختيار موفقاً، فدور حامد البلوي ظهر خلال 48 ساعة، فالروح عادت والبعد النفسي كان واضحاً والتوازن ملموساً. ولست مع الإدارة الاتحادية وهي تنتقد الحكم مرعي العواجي بعد المباراة، وإن كنت أتفق معها أنه تحامل على الاتحاد فلا يعقل ألا يحصل الهرماش على بطاقة صفراء على أقل تقدير رغم مخاشناته، كما أن ركلة الجزاء مشكوك في صحتها، ولكن هل يعقل إدارة لا تستطيع أن تجلب حكم أجنبي في أهم المباريات، وإذا فضلت الحكم المحلي فعليها أن تصمت.