1- قال أحد كتاب الصحف: (معاقبة المفسدين لا يجب أن تكون على استحياء أو خجل أبدًا فلا بد أن تكون في العلن تحت ضوء الشمس) !!!! والذي يفهم من ظاهر العبارة أن معاقبة المفسدين (لا يجب) أن تكون على استحياء ولكن يجوز.. وهذا ما لا يتوافق مع ما بعدها في العبارة !!! وكان الأصح والأصوب: أن يقول بدل لفظ (لا يجب) لا يقبل أو لا يجوز أو لا يستحسن، ثم بدل لفظ (أبدًا فلابد) لفظ (بل لابد). وأصبح من هذا قول بعضهم: لا يجب أن يقصر الموظف في عمله !!! وقول بعضهم: لا يجب أن نتأخر عن الصلاة !!! وقول بعضهم: لا يجب أن يعق الأبناء آباءهم !!! وذلك الخطأ الشائع سببه التقليد وضعف القدرات اللغوية وصعود غير الأكفاء إلى منابر الكتابة والخطابة. 2- وفي الصحيفة نفسها والصفحة نفسها تقول إحدى الكاتبات: (موضوع الخادمة ذاتها كإنسان غريب نستضيفه في بيوتنا) !!!! والذي يفهم من ظاهر العبارة أن الخادمة (كإنسان) وليست إنسانًا لأن الكاف في اللغة العربية تفيد التشبيه!!!! ولكن ذلك غير مقصود وإنما التقليد هو الذي فرض تلك (الكاف) بينما الصحيح أن يقال: الخادمة ذاتها وهي إنسان غريب، ومثل قولهم: أنت كمواطن يجب أن تحمي أمن وطنك. والصحيح أن يقال: أنت لكونك مواطنًا أو أنت المواطن. 3- يقول كثير من المذيعين: هذه الحلقة (بفتح اللام)، ويقصدون حلقة من برنامج إذاعي أو تلفازي. والصحيح أن يقال: حلقة (بسكون اللام) لأن كلمة حلقة بفتح اللام جمع حالق. ومثل ذلك يقولون: حلقة القرآن الكريم بفتح اللام والصحيح بسكونها كما أسلفنا، وحلقة القرآن مأخوذة من التحلق ويزداد عجبي إذا رأيت بعض المذيعين يردد هذه الكلمة بتشكيلها الخاطئ وهو يزعم أنه يحسن صنعًا حتى تتكرر في (الحلقة) مرات عديدة يكرر فيها الخطأ دون تردد أو سماع للنقد والتوجيه. 4- أرسلت رسالة في الهاتف الجوال أدعو فيها صاحبًا لي لطعام العشاء، فرد علي بهذه الرسالة: (بارك الله فيك غير متواجد حاليًا) وليته لم يرد !!! والخطأ الشائع هنا هو في كلمة (متواجد) فمعناها في اللغة العربية: الحزن والأسى والتفكير المصاحب لهما. والصحيح: وهو المقصود هنا الحضور فكان على صاحبي أن يقول: أنا غير حاضر الآن أو غير موجود في البلد أو المملكة. ولكنه التقليد الأعمى فلو سألت من يردد هذه الكلمة في تخاطبه وتعامله مع أهله وزملائه وغيرهم لكان جوابه: أسمعها كثيرًا بين الناس وفي وسائل الإعلام. وهي الحجة الواهية الضعيفة !!!! ولي مع الخطأين الأولين وقفتان: الأولى: في قوله: (في العلن تحت ضوء الشمس) أتفق مع الكاتب في هذا وأزيد هنا: إن عقاب الفاسدين والمفسدين لا يكون مجديًا إلا إذا كان في العلن؛ لأن العقاب غير المعلن لا يحصل به الزجر ولا تؤخذ منه العبرة والمفسِد كان عمله في العلن وقد جاهر بمخالفاته فمن الإنصاف والعدل أن يكون عقابه في العلن لأنه اختار ذلك ولم نخترعه له !!! الثانية: تقول الكاتبة: (كإنسان غريب) وقلنا هي: إنسان غريب كما تقصد الكاتبة، وتعليقي هو: لماذا يعمد كثير من الناس إلى معاملة الخادمة وكأنها من المحارم: فلا تحتجب عنهم، ويخلو بها بعضهم في السيارة أو البيت. ومن السذاجة والغباء والحماقة والجهل أن نسمع من بعض العوام أن الخادمة في زماننا اليوم مثل ملك اليمين في عصور خلت !!!!!!!! وهذا خطأ كبير جر علينا الويلات والمآسي. عسى الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يردنا إليه ردًا جميلا وأن يصلح أحوالنا إنه جواد كريم. *عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية