لا تزال الذاكرة الشعبية تحفظ عن ظهر قلب تاريخ تلك القلعة الشامخة وسط مدينة حائل، والتي كانت ولا تزال شاهدًا حيًا على تفرد هندسة المعمار في المنطقة. ففي حي البزيعي شرق سرحة وغرب علوى، تقع قلعة القويعي التي كانت تعرف في الماضي باسم قصر المسيعيد، وهي عبارة عن بناء طيني على شكل برج بمساحة تتجاوز المائة متر مربع، ومكون من ثلاثة أدوار بناها الراحل موسى صالح المسيعيد القويعي، وأعاد ترميمها قبل سنوات قريبة فهد جارالله القويعي، ولها بابان في الجهة الجنوبية أحدهما للرجال والآخر للنساء، يفضي باب الرجال إلى مجلس يحوي ثلاثة حقول كانت تستخدم في الماضي كمخزن للتمر، أما باب النساء فيفضي إلى دهليز يتوسطه درج لا يصل عرضه إلى المتر، ولا يستوعب إلا فردا واحدا، إما نازل أو صاعد لضيق عتباته التي لا تصل لمتر واحد في أفضل الحالات، وعلى يسار هذا الدرج تقع غرفة يمكن أن تكون مجلسًا للنساء، فيما يصل الدرج بالدور الثاني حيث يفضي على صالة متوسطة المساحة بها غرفتان، إحداهما تحوي مكان إشعال النار للطبخ، وهو ما يعرف ب(الماقد)، وبذات الغرفة توجد ثلاث حجرات خصصت إحداها للأرز والثانية للتمر والثالثة للقمح، وجوار تلك الصالة تقع غرفة واسعة يمكن أن تكون للنوم، أما الدور الثالث الذي يوصل إليه ذات الدرج فيحوي غرفتين بينهما الدهليز، الذي يفضي إليه الدرج. ولإنارة غرف القلعة فتوجد فتحات على شكل نوافذ صغيرة في جوانب الغرف تسمح بدخول ضوء الشمس، أما سطح المبنى فيحوي مظلة صغيرة مع الاهتمام ب»المزاريب» التي تصرف المياه حتى لا تجتمع في السطح وتهدد سلامة المبنى. وأكد صاحب القصر الحالي فهد الجارالله أن القلعة يزورها العديد من المهتمين بالتراث من داخل المملكة وخارجها.