لستُ صديقًا، أو قريبًا، أو زميلًا، أو متنفّعًا من وزير العمل المهندس عادل فقيه!. ليكن هذا معلومًا للجميع، وقد انتقدتُ أمانة جدّة كثيرًا عندما كان أمينًا لها، لكنّ هذا لا يُسْكِتني عن قول الحق بعد تولّيه حقيبة وزارة العمل، فالساكت عن قوله شيطانٌ أخرس!. لهذا استنكر حملات الافتراء التي يشنّها البعض عليه بسبب برامج وزارة العمل لمكافحة بطالة النساء، وقد تطرّف بعضهم في الإنترنت لدرجة زعموا أنها تُبيح الاختلاط المحرّم، وأنها ستُعيد الجزيرة العربية لعصر الجاهلية الأولى!. أنا اطّلعتُ على كلّ هذه البرامج، ولم أر فيها إباحة لمُحرّم، ولو حصل ذلك فهو ناتج عن تصرّف فردي من شخص هنا أو جهة هناك لا يمكن توجيه اللوم بسببه للوزارة ووزيرها!. والمشكلة هي أن كثيرًا من الرجال فرّطوا في المعنى الحقيقي للقوامة على النساء، وضيّعوها، وأهملوها، آباءً وأزواجًا وإخوانًا وأبناءً، فاحتاج النساء للعمل لزومًا للحياة الكريمة في غير مجال تعليم البنات الذي طفح بهنّ ولم يعد يتسع للمزيد، ومنهنّ صاحبات مواهب وشهادات؛ حرامٌ أن يُتركْن بلا عمل، ومنهنّ فقيرات وأرامل وعوانس ومطلّقات، فتصدّى الوزير لهذه المشكلة بتأييد كامل من الدولة، وابتكر هذه البرامج غير المسبوقة في التاريخ السعودي الحديث!. أمّا المُفترُون عليه فاكتفوا بالنظر إلى نصف الكأس الفارغ، لم يهدوا الوطن حِراكًا توعويًا وعمليًا لإعادة قوامة الرجال إلى نِصابها، ولا هم تركوا المخلصين ليعملوا، وليرى الله عملهم ورسوله والمؤمنون!. هم يشبهون في ذلك قومًا يروْن آخرين في مجاعة فلا ينقذونهم من المجاعة بل يذكّرونهم بتعاليم الدين، رغم أن الأولوية هنا هي الإنقاذ ثمّ التذكير!. باختصار: ظلّ النساء - نصف مجتمعنا أو يزيد - راكدًا، وهم يسعون لإبقائه راكدًا إلى الأبد، وهذا لن يحصل أبدًا بحول الله وقوّته!. @T_algashgari [email protected]