سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المحمدي بعد نجاته من سيول الأبواء: حذرتُ الدفاع المدني وأنقذت 9 أشخاص.. وحاصرتني المياه 14 ساعة صارعت الموت.. ولهجت بالدعاء.. وأنقذت الأغنام لتشفع لي بالجنة
قص المواطن فهد علي المحمدي 32 عاما شاب من الأبواء حكايته مع السيول عقب نجاته بعد صراع 14 ساعة، إذ شارك في تحذير الناس من أخطار سيل الأبواء المنقول خصوصًا المزارعين وأصحاب المواشي ووجههم لإبعاد مواشيهم عن طريق السيل القادم. وكان أثناء سيره قد استوقفه تمركز فرقة للدفاع المدني في موقع غمرته السيول فيما بعد لارتفاع يزيد عن المتر، فحذرهم من البقاء في المكان كونه طريقا للسيل فتحركت الفرقة ونجت من جرف السيل. ولم يكتف بذلك بل سارع بالتوجه الى مزرعتهم عندما علم بوجود والده فيها فقام بإنقاذه وثمانية وافدين كانت السيول في طريقها لجرفهم، وأثناء عودته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مواشي والده من جرف السيل فوجئ بالسيل وهو يداهمه ويحاصره في موقع لا يستطيع الخروج منه. ويقول فهد اعتصمت بعد الله بعقم ترابي فارتفعت المياه حوله فأخذ يتراجع أمامها حتى لم يتبق منه سوى 50 مترا رغم أن طوله يزيد على ال 500 متر، ويضيف ظللت أترقب 14 ساعة فكل ما حولي كان ينبئ بالموت ويسخر من فرص الحياة فهدير السيل أرعبني ومنظر أمواجه أخافني فالأشجار والنخيل جميعها تمر بجواري سابحة وبسرعة شديدة. وأضاف اتصلت بوالدتي وأخبرتها أنني بخير ولا خطورة علي وأن بطارية الجوال تكاد تنفد فإن نفدت فلا تقلقي. واستطرد في الوقت الذي أواجه فيه هول الموقف بالاستغفار والدعاء أفاجأ باتصالات تخبرني بأن سد وادي الفرع انفجر ومياهه قادمة نحو الأبواء، عندها تصورت نفسي وأنا أصارع أمواج السيل فأغرق، فقد جرف السيل 114 رأس غنم وكذلك سيارتي و30 أخرى في طريقها للانجراف، خاطبت نفسي لما لا اختتم أعمالي بإنقاذ هذه الحيوانات فرجل دخل الجنة عندما سقى كلبا وأنقذه من الموت، فاجتهدت في إنقاذها سعيا لتكون خاتمة عملي. وكان الدفاع المدني يتابع حالتي.. والفريق سعد التويجري متواصلا معي باستمرار فكان يطمئني كثيرًا بأن فرصة نجاتي كبيرة وأن طائرة الأمن ستأتي وأن مسألة انفجار سد وادي الفرع غير صحيح وأن المياه القادمة من هناك لا تشكل خطورة على حياتي مما خفف من حزني وهدأ من روعي، وكذلك اللواء حسن المحمدي فأنا أشكرهما جزيل الشكر وكذلك فرقة دفاع مدني مستورة التي كانت على تواصل معي عبر الكشافات. والوسيلة التي كنت أثق بمعلوماتها هي المؤشر الذي ثبته على أعلى حد وصل السيل له، وطمأنني التويجري بأن خطر السد زال، واتصلت على والدتي مرة أخرى - لأخبرها أنني سأنام فلو لم أرد عل اتصالها لاحقا فالأمر عادي لا تقلقي ولا تستمعي للشائعات - فأنا بخير. وحاولت الاتصال بأحد أصدقائي لطلب السماح ولكنني لم أتمكن لكثرة المتصلين وبعد زمن بدأ منسوب المياه ينخفض وبدأت حدة الخطر تخف حتى الخامسة والربع فجرًا عندها شعرت بالراحة، وبدأت بوادر الخطر تتحول إلى فرص للنجاة والحمد لله بقيت حتى السابعة والنصف صباحا عندها وصلت الطائرة وأنقذتني. وأثناء قدومي شاهدت مئات السيارات والأفراد كلهم يقفون من أجل استقبالي ووالدي اطمأن عليّ ووالدتي احتضنتني وهي تبكي بكاءً شديدًا من شدة الفرح أمنيتي رؤية قرى الأبواء وقرى مستورة وقد شيدت حولها مشروعات درء أخطار السيول فحياة الأهالي في خطر إن لم يتم تدارك هذا الموقف. وشكر أهل المحمدي معالي الفريق سعد عبدالله التويجري واللواء حسن عبدالحميد المحمدي ورجال الدفاع المدني على كل ما بذلوه من جهود والذي لا يقدر بثمن.