نوه رئيس مركز الدراسات والبحوث الإسلامية في السويد عبدالكريم لعلام بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا ، مؤكدا على أهمية الحوار بين أتباع الأديان والحضارات في ظل الأوضاع التي يعيشها العالم اليوم. وقال لعلام: إن تحقيق التعايش السلمي والإيجابي بين مكونات المجتمعات البشرية لحل الأزمات، وبناء السلام بات مطلبا مهما عالميا، وتحرص المؤسسات الحوارية الدولية والإقليمية والمحلية على السواء على المزيد من التعاون فيما بينها لحل الأزمات وبناء السلام، والإعلاء من القيم الإنسانية المشتركة والتعايش السلمي واستقرار المجتمعات الإنسانية، داعيا إلى اختيار أفضل الوسائل والبدائل لتحقيق أهداف وغايات الحوار والتعاون الديني بين مختلف دول العالم ومؤسساتها. ويقول الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق بداية أن الحاجة كانت ماسة لخروج مثل هذا المركز للنور من أجل تصحيح المسار الفكري للعلاقات الغربية مع العالم العربي والإسلامي خاصة بعد أن اتضح أن هناك سوء نية من الغرب في كثير من المسائل المتعلقة بنظرته للعالم الإسلامي خاصة فيما يتعلق بالاستشراق أو حوار الحضارات أو التحالفات أو حتى العولمة ولهذا كان لابد من وجود مركز إسلامي متخصص في الحوار حماية لمسيرة الحوار بين الشعوب وجزى الله الإخوة في المملكة خير الجزاء عن إقامة مثل هذا المركز لوقف سيل التشاؤم الذي ساد الكثيرين في عالمنا العربي الذين أصبحوا يرون أن الحوار مع ذلك الآخر لن ينجم عنه أي جديد اللهم إلا إضاعة الجهد والوقت فيما لا يفيد، ولابد إن يثق الجميع أن حوار الأديان ليس مجرد جدل عقيم وأن الحوار لا يعني أبدا مناقشة أمور عقائدية بين الأديان لأننا جميعا نعرف أن المسلمين يأمرهم دينهم بأن الإيمان بالمسيحية واليهودية وجميع الأديان السابقة على الإسلام هو جزء من عقيدة المسلم، لكن نجد غير المسلم لا يعترف بالإسلام كدين سماوي فليس المطلوب منه أن يعتقد أو يدين به إنما المطلوب منه أن يعترف بالإسلام فقط وبالتالي عليه أن يبدي احترامه للإسلام وأن يحيا اتباع الديانات السماوية في وفاق بعيدًا عن الاختلافات الدينية. وقال الدكتور محمد نبيل غنايم الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة: بلا شك إن فتح مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان سينهي ولأول مرة جولات حوار الأديان بالنجاح لأن خادم الحرمين لن يعطي الفرصة لدعاة الفشل للتدخل وإفشال مثل هذا المركز الذي نتمنى له النجاح ولابد أن تقوم وسائل الإعلام العربية والإسلامية بالترويج له لأن المنطق يقول إنه المركز الاول من نوعه الذي يخاطب غير المسلمين في عقر دارهم ولابد أن نعي جيدا أننا في حاجة لحوار سياسي وديني في ذات الوقت كذلك فإن القوى السياسية الغربية مطالبة في هذه الحالة بوقف حملات التشويه والظلم الذي يتعرض له الإسلام والمسلمون في مناطق كثيرة من العالم، كما أن تلك القوى مطالبة برفع المعاناة عن المسلمين في العراق وفلسطين والشيشان فهذا هو السبيل الوحيد لسد الهوة العميقة بين العالم الإسلامي وغير المسلمين. كما أشاد عضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعوته لمؤتمر حوار الاديان قائلا: إننا نؤيد هذه الدعوة، التي تعد خطوة لتحقيق السلام العالمي، وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عوّدنا دائمًا أنه سبّاق إلى المبادرات التى تعالج قضايا الإسلام والمسلمين فى الوقت المناسب. وأضاف العتيبي: إن الحوار مسؤولية المسلمين التي أوجبتها عليهم الدين الإسلامي، فالمسلمون يعتقدون أن الإسلام هو الرسالة الخاتمة إلى يوم الدين، وبناء عليه فهى للناس كافة، وهما الأساس الذى بنيت عليه عالمية الإسلام،فيجب على المسلمين أن يتحاوروا مع غيرهم على أحسن وجه، وهو ما يؤكد أن الإسلام يمتلك نظرة عالمية مفتوحة، ولم يسعَ أبدًا إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم؛ وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة الاقتراب من الآخر بقلوب مفتوحة ومعايشتهم لتوضيح الحقائق، ولذلك فإن وجوب الحوار قائم على رؤية للعلاقات بين الثقافات تشدد على التسامح والتفاهم، وتدعو إلى التعاون لحل مشكلات الفقر والبطالة والمرض في العالم، ولذلك فنحن ندعو إلى حرية التعبير، لكننا لا نؤمن بحرية نشر الكراهية أبدا. وأردف إن العالم اليوم يحتاج الى إعادة نظر في كل العلاقات الانسانية ومفاهيمها ونبذ العنف والتطرف والعودة الى لغة الحوار، ونحن المسلمين قد أوصانا الله بالحوار والعلاقة الطيبة مع الآخر، فالحوار قوة في تعزيز السلام العالمي، ورفض لصراع الحضارات والمشاحنات العقائدية التي تنذر بالصدامات العنيفة والحروب المدمرة.