شهدت أروقة العيادات الخارجية في مستشفي عرفان بجدة أمس وعلى عكس المعتاد غيابا شبه تام للمرضي المراجعين، بعد تنفيذ جزئي لقرار وزارة الصحة بإغلاق المستشفي حيث أغلق قسم الطواريء وأقسام العيادات الخارجية المختلفة أبوابها وعلقت لوحات تابعة لوزارة الصحة على أبواب المستشفي الخارجية بالإغلاق، وأخرى علقتها إدارة المستشفي على أبواب الطواريء والعيادات الخارجية تطالب المراجعين بالتوجه إلى مستشفيات جدة الأخرى. ورصدت «المدينة» تواجد الأطباء والموظفين والعاملين بكثافة في طرقات المستشفي يتجاذبون أطراف الحديث بعد أن أصبح مستقبلهم ومصيرهم مرهونا بقرارات وزارة الصحة خلال الشهرين القادمين وهي المهلة التي حددتها للإغلاق والقابلة للتمديد تبعا للمستجدات بحسب ما أعلنت الوزارة . وقالت أحدى العاملات في إدارة المستشفي معلقة على قرار الإغلاق أن قرابة الثلاثة آلاف موظف وعائلاتهم أصبح مستقبلهم في مهب الريح، مضيفة أن ذلك ليس هو الأمر المهم، بل ما سيتعرض له المنومون في المستشفي من ذوي الأمراض المزمنة من معاناة إذا تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى. من جانبه أكد أحد الموظفين رفض ذكر اسمه أن جميع الموظفين يحضرون إلى الدوام بطريقة طبيعية ، إلا أن إغلاق الطواريء والاستقبال والعيادات الخارجية جعل غالبية الموظفين بلا عمل حقيقي، وأصبحوا يقطعون الوقت في السمر وتجاذب أطراف الحديث عن مشكلة المستشفي الحالية إلى حين انتهاء الدوام.وأكد أن المرضي المنومين من ذوي الأمراض المزمنة ومن أجريت لهم عمليات جراحية يتلقون العناية الطبية بالطريقة المعتادة دون تأثر بقرار الإغلاق، وأشار إلى احتمالية عقد إدارة المستشفى لدورات تدريبية لموظفيها إلى حين انتهاء فترة العقوبة.وقال حمدي صبحي – مصري الجنسية أنه اضطر لإيقاف علاج ابنه الكيماوي من مرض السرطان بناء على توجيهات المستشفى بعد قرار الإغلاق، مضيفا أنه حضر إلى المستشفى أمس لاستلام التقارير الطبية لحالة ابنه الشاب لاستكمال علاجه في مستشفى آخر، وأوضح صبحي والذي يعمل بالمملكة منذ ثلاثين عاما أنه أحضر ابنه من القاهرة بعد الحصول على تأشيرة علاج في مستشفي عرفان خصيصا نظرا لما تتمتع فيه من سمعة طيبة في معالجة مرض السرطان. ولا يختلف حال سالم محمد باعباد فقد حضر إلى قسم الاستقبال الخالي تقريبا لاستلام تقارير والده الذي أجرى عملية استئصال كلية في المستشفي قبل قرار الإغلاق بيومين فقط، وقال أنه سيضطر إلى استكمال علاج والده في مستشفى خاصة أخرى نظرا لحاجته الماسة إلى الرعاية الطبية. وكان من المنتظر صدور بيان من إدارة المستشفى يوم أمس مساء ، حيث رفض المسئولون فيها إصدار أي تصريحات أو تعليقات علي تطورات قرار الإغلاق، وقال مصدر من المستشفي أن هذا الموقف جاء بعد تعرض المستشفي لهجوم إعلامي قوي، ولالتقاط الأنفاس وتقييم الموقف، واعدا أن يكون البيان شافيا وفيه إجابات عن جميع استفسارات وأسئلة الإعلاميين. وكانت وزارة الصحة أصدرت قرارا بإغلاق مستشفي عرفان يوم السبت الماضي لمدة شهرين، بعد وفاة الطفل صلاح الدين يوسف جميل نتيجة خطأ طبي، وورد في البيان الصادر على موقع الوزارة الرسمي أن الإغلاق جاء بعد تكرار المخالفات الصادرة من المستشفى، ولأن وضع المرضى فيها أصبح غير آمن.