القلب هلّل واللسان يناجي لما رأيت قوافل الحجاج لما شرفت على الكثيب مناظرًا فإذا سحاب النقع في معراج فرنوت أمواج الحجيج تقدمت زمرًا إلى البطحاء في أفواج كل الصخور الناعسات على الثرى لما رأتهم في البطاح تناجي جاءوا على الجيد الضوامر خُشّعًا وتحكموا بالرسن والإسراج هاهم ضيوفك غبرت أقدامهم شعث النواصي من عميق فجاج هاهم أتوك وفي القلوب توهج وتقرب في بيتك الوهاج فوجلت من ركب الجلال يحفهم وعجبت كيف تجمعوا بوشاج يا سعد من لبى النداء معظمًا فالموت للأمل الطويل مفاجي فاقبل أيا ربي تضرع مذنب يرجو جنانك لا ترد الراجي وفدوا إليك وفي الجوانح فرحة وتنزهوا عن فاحش ولجاج جاءوا جميعًا في لباس واحد وترفعوا عن لبسة الديباج هجروا المخيط تجردًا من عيشهم وكذاك عما خيط بالانساج جاءوا إلى البيت الحرام إجابة ماكان في ذا الدين من احراج طافوا ومنهم من سعى في فرضه وتمسحوا من زمزم الثجاج جئناك يا ربي نجر ذنوبنا عصفت بنا في بحرها اللجلاج رباه ما لي كم قضيت مجمعًا لأحج بيتك قد هجرت علاجي فأنر فؤادي يا إلهي بالهدى وأحطه من سور التقى بسياج وعلى منى عقد الحجيج منظم وترصعت جنباتها بالتاج ليت الطيور تعيرني أجناحها منها لأنسج صورة بنساجي هاهم تساووا في الصفات فلا ترى إلاّ الدموع جرت على الأوداج يا رب جئتك والفؤاد مضرج رجحت بقلبي نزوة ودياجي كل ترفع عن جدال فاحش وعن الفسوق ورفثة الأزواج هجروا الرذائل والهوان وشمروا وترفعوا عن سيرة السذاج كل يلبي في صعيد عاطر وصدى بكاء القوم في الأبراج يا ليت حرفي بالمشاعر يرتقي لأصوغ كل كوامني بمزاجي وعليك يا عرفات تسبغ عبرة وتوجل من خافق هياج يوم به وقف النبي مكبرًا كمل الكتاب وشرعة المنهاج كل بلهجته يناجي ربه نعم السؤال ويا سرور الناجي رب أطل من السماء عشية فرأى الدموع تفيض في أمواج كل أسير في سجون خطيئة يرجوك ربي فسحة الإفراج إن لم تكفر يا الهي زلتي فبمن ألوذ ومن سواك ملاجي فيجبهمُ عفوًا وغفرانًا لكم في ساعة إبليس في إزعاج وعليك (يا جمع) تعالى سؤلهم سهم الدعاء سرى بليل داجي رباه إني بالذنوب مخضب فلا تعدني خائب الأدراج فاسترجع التاريخ هل في سفره مجد يضاهي رحلة الحجاج