أخبار مزعجة تنشرها الصحف عن تزايد ظاهرة الحجر على الوالد وفي أحيان قليلة الوالدة لأن الوالد هو من يدفع ويصرف وينفق فما أن يبلغ من العمر عتياً ويرى المال بين يديه ويرى الأولاد وقد كبروا وانشغلوا في هذه الحياة وتكون رفيقة العمر إما توفيت أو تقدمت بالسن فيشعر بالوحدة والفراغ وهنا يفكر بالزواج وتبدأ حياة جديدة مع زوجة جديدة يريد أن يمتع نفسه بالحلال ويكافئ حاله على ماحققه من إنجازات في حياته ومبالغ كبيرة في حساباته البنكية . عند ذلك يلتفت الأولاد لهذه القادمة الجديدة وحجم الرفاهية التي يعيشها الوالد ومايتطلبه الزواج من مهر وسفر ومبالغ معينة حيث يلتفت الأبناء ويتّحدون برأي للحجر على والدهم وأنه ينفق الأموال دون تفكير وأنه تحت تصرف وتأثير الزوجة الجديدة فيبدأون الحجر على الوالد ولا أعلم عن دقة الإجراءات في مثل هذه الأمور ويتم تحديد مبلغ شهري ربما لا يتجاوز مبلغ ثلاثة آلاف ريال فقط للوالد لكي يصرف بها على نفسه . وهنا يقف الإنسان حائراً أمام موقف كهذا إذ كيف يتصرف الأبناء بهذه الطريقة المحزنة وتعميهم المادة وحب الدنيا في التخلي عن والدهم في مثل هذه الظروف الصعبة .وينبغي التوسع في التوعية عبر خطب الجوامع ووسائل الإعلام بأهمية بر الوالدين والعناية بهما وخطورة التفريط بذلك حيث ربط الله عز وجل العبادة بالاحسان للوالدين .حيث قال جل وعلا (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).ومن الواضح أهمية هذا الأمر وخطورته حيث رأينا رب العزة والجلال حينما أكد على أهمية التقدم في السن وبلوغ الوالدين الكبر حيث الوهن والشيخوخة و الحاجة الماسة للرعاية والاهتمام والبر بهما وليس التجاهل والإنشغال بالدنيا عنهم .وهالني ماذكره أحد المسؤولين في أحد المستشفيات عن تزايد ترك الوالدين في المستشفيات من قبل أبنائهم رغم حنان وكرم هذا الوالد وحسن عنايته بأبنائه وبناته فيتهربون منه وتجد أن من يزوره لا يجد أحدا معه رغم كثرة أبنائه وبناته إذ لو رتبوا أنفسهم لتواجد أحدهم ليستقبل الزوار أما هذا الإهمال فلا بركة في دنيا أو مال أو وقت ووالدي موجود وأهمله وأضعه في المستشفى وحيدا وكأنه أثقل علي وأنتظر خبر وفاته . ورغم هذه السوداوية إلا أننا لازلنا نتذكر حالات بر لأبناء وبنات بوالديهم وأذكر أن أحدهم ظل ملازماً لوالده 15عاماً استحق الثناء والتشجيع من سمو ولي العهد . وأخيراً أعاننا الله على بر والدينا وندعو لهما بالرحمة كما ربونا صغارا .