لا أعتقد أن أحداً ما كان يتوقع ما يجول في رأس السير أليكس فيرجسن عندما تعاقد مع الهداف الهولندي الموهوب روبن فان بيرسي بمبلغ كبير وبراتب أسبوعي ضخم قاطعا الطريق على ناديه السابق آرسنال لتجديد التعاقد معه. الكل توقع أن السير أليكس أراد أن يضاعف من قوة خط هجومه خصوصا وأنه خسر لقب الدوري الموسم الماضي في اللحظات الأخيرة وبفارق الأهداف عن جاره مانشستر سيتي. المفاجأة التي لم يتوقعها أحد هي أن السير أليكس استقدم فان بيرسي ليحول هدافه ومهاجمه الكبير وين روني من مركز رأس الحربة أو المهاجم الصريح إلى مركز صانع اللعب الذي يتقدم محوري خط الوسط. والعجيب أن وين روني حقق نجاحا فريدا وأثبت كفاءة عالية في مركزه الجديد، وصنع عددا غير قليل من الأهداف، وأنهى مشكلة مانشستر يونايتد التي كانت تتمثل في افتقاره للاعب الخلاق في وسط الملعب، مع احتفاظه بقدرته على تهديد المرمى بشكل مستمر مستفيدا من حالة الانسجام غير العادية التي أصبحت تجمعه بفان بيرسي. المشكلة الوحيدة في توليفة مانشستر يونايتد الجديدة تتمثل في أن الفريق لم يعد قادرا على توفير ولو بديلا مؤقتا لروني في مركزه الجديد. لقد أصبح روني بفضل التوليفة الجديدة للفريق، هو القلب النابض وحجر الزاوية الذي يقوم عليه البناء الهجومي كله، مع قدرته على تحقيق التوازن بين كل من الدفاع والهجوم وقدرته أيضا على التحكم بإيقاع اللعب. ومن شاهد مباراة يونايتد قبل الأخيرة على ملعب ستانفورد بريدج ضد تشلسي، سيفهم تماما ما الذي أعنيه بكلامي هذا. لكن وسط كل هذا الحديث عن دور روني في التوليفة والاستراتيجية الجديدتين للفريق، يجب ألا ننسى أن السير أليكس تعاقد مع لاعب الوسط الياباني تشنجي كاغاوا الذي قدم عروضا جيدة جدا قبل أن تنال منه الإصابة قبل أسابيع. مما يعني أننا قد نكون على أعتاب مفاجآت جديدة على صعيد استراتيجية الفريق. وهو ما يمكن أن نلمسه من خلال جدول المباريات المضغوط الذي سيشهده آخر شهر ديسمبر المقبل. كل عام يثبت السير أليكس أن عبقريته فوق كل الحدود والتصورات. [email protected]