انتقد ملهم محمد هندي الباحث بقسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز تدخل بعض الهواة وغير المتخصصين في علم الفلك وبدرجة تسيء إلى ذلك العلم الرفيع الذي كان أبرز علامات الحضارة الإسلامية، ودعا إلى ضم ذلك العلم إلى برامج الابتعاث الخارجي وبما يضمن تخريج باحثين وعلماء متخصصين. وقال: «إن علم الفلك يواجه قصورًا في التأسيس في التعليم العام بالمملكة، وشحًا في التخصصات العلمية في التعليم العالي، بجانب عدم وجود منظمة علمية تتبنى برامج طموحة لعلم الفلك والفضاء ودعم الباحثين»، مشيرًا إلى أن علم الفلك مقسم بين ثلاث جهات، قسم أكاديمي وحيد ممثل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ومركز أبحاث يتيم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض وبعض الجمعيات لهواة الفلك من أبرزها جمعية الفلك بالقطيف. وأضاف: «نجد أساسًا أكاديميًا بلا دعم بحثي في الجامعة وقوة بحثية بلا تطبيق فعلي في مدينة الملك عبدالعزيز وتطبيق فعلي دون أساس أكاديمي في الجمعيات الأهلية.. فلو نظرنا لكل جهة من هذه الجهات سنجد مواقعها الجغرافية متباعدة ولا يوجد تنظيم يربط هذه الجهات لدعم علم الفلك بأسس أكاديمية ودعم بحثي وتطبيق فعلي». وأشار هندي إلى أنه على الجامعات التحرك لسد هذه الثغرة بأن تقوم بدعم علوم الفلك بافتتاح أقسام جديدة وخروج مدينة الملك عبدالعزيز لدعم الأبحاث خارج أسوارها وتتعاون مع الجامعات لوضع برامج طموحة محددة الملامح في بناء مركز أبحاث عالي المستوى. وأوضح ملهم أنه ينتظر من رجال الأعمال دعم هذا العلم بإنشاء كراسي بحثية تهدف لتطوير أساليب البحث وبناء المراصد الفلكية لتعمل شراكة فاعلة في تطوير علم الفلك في مجال الأبحاث و مجال الثقافة الفلكية لدى المجتمع، وذكر أن الثقافة الفلكية هي أحد أهم العوامل الرئيسة في إعادة بناء الثقة بعلماء الفلك في المملكة حيث إن هناك توجها منذ عهد الملك فيصل -رحمه الله- لدعم علم الفلك حين استقطبت العلماء والباحثين لبناء مرصد فلكي إسلامي ولدراسة الاكتشافات النيزكية في المملكة مثل موقع سقوط نيزك في منطقة الوبر في صحراء الربع الخالي الذي سقط في عام 1116ه. وأشار إلى أن الدولة دعمت بعثات استكشافية للموقع وتم إحضار قطعة من النيزك لجامعة الملك سعود بالرياض لعمل الأبحاث عليها، وبين أن مناهج التعليم العام الجديدة بدأت في التطرق لعلم الفلك في عدة صفوف كما أن بعض الأحداث الفلكية التي مرت بهذا المملكة مؤخرًا أدت إلى زيادة الثقافة الفلكية ومن تلك الأحداث السقوط النيزكي في شهر شوال الماضي الذي ارتطم في جبل ( بعطان) بتنومة في منطقة عسير مما أحث دويًا قويًا كالانفجار أربك أهالي المنطقة وما شهدته المملكة والشام من ظهور جرم مضيء في السماء قبل أن يختفي. وأكد هندي أن إنشاء المراكز المتخصصة في علم الفلك يحد كثير من الشائعات المتداولة وخاصة أن سياق الشائعات يستند على نقل أخبار مكذوبة عن مواقع أجنبية أو تصريحات لوكالات الفضاء العالمية، وبسبب عائق اللغة يتم ترويج كثير من هذه الإدعاءات. وأوضح أنه عندما تنشأ مراكز متخصصة وهيئات علمية يمكن للمجتمع التأكد من الأخبار ويمكن لهذه المراكز نشر توضيحات لكل ما يهم الناس. وأضاف: «ولعل خوض بعض جمعيات هواة الفلك في السعودية مواضيع تخصصية أو تصدرهم لتحليل الظواهر الفلكية التي يخوضون فيها عن عدم كفاءة علمية تؤهلهم لذلك جعلهم يسقطون في نظر المجتمع ويفقدون المصداقية مثلما ادّعو بوجود مركبات فضائية قرب الشمس واتضح عدم صحتها أو تفسيرهم لرؤية هلال شهر شوال لأحد الأعوام أنه كوكب زحل». وأشار إلى بعض ما تم مشاهدته في وقت سابق من أجرام فضائية مضيئة في سماء المملكة وبعض الدول، كان أكثرها تجارب لأسلحة قارية وبعض الصواريخ العابرة للقارات التي تطلقها بعض الدول لغرض التجارب ولكن تحليل هواة الفلك لها بأنها نيازك وهو توصيف غير دقيق. وبيّن أن فقدان الثقة في الجمعيات المحلية جعل الناس متعطشين للأخبار من أي مصدر، دون التوثق كون علم الفلك أرض خصبه لخروج الشائعات في فضاءه كونه علم واسع وكبير وخارج عن المحسوس فيجعل نشر الشائعة من خلاله بسيط وخاصة لو كان المجتمع يفتقر لأساسيات علم الفلك أو الثقافة الفلكية العامة. الظواهر الفلكية وأوضح أن الظواهر الفلكية لا تختص بقارة دون غيرها أو دولة دون غيرها وهي ظواهر خارج نطاق الغلاف الأرضي تجعلها مشاهدة في جميع أنحاء الأرض، ولكن بسبب موقع المملكة في قارة آسيا فتهتم بما يشاهد في سماء القارة وما يتعلق بأخبار عنها بشكل أكبر، رغم أنه قد تكون هناك ظواهر فلكية أكبر في بقية قارات العالم.