أنعم الله تعالى على المملكة بنعم عظيمة، بداية بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وتدفق ثروات نفطية وفيرة، إضافةً إلى مصدر طاقة عجيب آخر لم يكد يُستغل، وهو «الشمس». ويعتبر كثير من المحللين والعلماء السياسيين أن الحرب القادمة هي «حرب المياه». والطاقة الشمسية طاقة عظيمة غير مستثمرة حاليًّا، والتي بإمكانها أن تصبح مصدرًا رئيسًا للطاقة الكهربائية بأقل كلفة لتنقية المياه، وللاستهلاك المحلي والتصدير للخارج. صرحت أرامكو أن المملكة العربية السعودية تستقبل 7 كيلو واط من الطاقة الشمسية لكل متر مربع خلال ساعات النهار الاثني عشرة، ممّا يجعل المملكة دولة مثالية لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات الطلب المحلي والبيع والتجزئة. فالشمس تسطع على أراضي المملكة لأكثر من 250 ساعة كل شهر. كما أن الصحارى الممتدة في المملكة يمكنها استيعاب أجهزة ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية، ويمكن استخدام الكميات الضخمة من الرمال النقية الموجودة في هذه الصحارى في إنتاج الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من السيليكون. «موقع أرامكو الإلكتروني». وقد ذكرت العربية نت بتاريخ 2/10/2012م أن السعودية قد أعلنت عن إنشاء 5 محطات تحلية بالطاقة الشمسية، لتكون رافدًا للمحطات التي تعمل بالوقود، وحرصًا من المملكة على تقليص نسبة الاعتماد على النفط، واستثمار الطاقة البديلة في تشغيل المحطات. وتعتبر جزيرة فرسان بمنطقة جازان أول مدينة سعودية يصلها التيار الكهربائي عن طريق الطاقة الشمسية، وهي ضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، لتلبي الطلب المتزايد على المياه المحلاة، وقد تستطيع محطة واحدة بتقنية عالية توفير حوالى خمسة ملايين برميل من البترول سنويًّا. كل هذه مشروعات مُحمِّسة، ولكنها مازالت مشروعات في قطار لا يواكب سرعة الزمن والإمكانات المادية والطبيعية لدينا. نحتاج أن نستوعب الموضوع بفكر طارئ، نحتاج إلى سرعة تنفيذ وزيادة المشروعات، نحتاج إلى تخصصات في الجامعات للطاقات البديلة، نحتاج إلى صناعات وتقنيات بالطاقات البديلة، ونحتاج للتوعية على مستوى الفرد والمجتمع. وبعيدًا عن استخدام الطاقة الشمسية لتنقية وتحلية المياه، فإن فرص استخداماتها ليست محدودة. يقول أخي أن هناك كراسي تعمل بالطاقة الشمسية على الكورنيش في أزمير بتركيا، وعندما يحل الظلام تكون قد شحنت طاقة كبيرة من الشمس فتنور هذه الكراسي الكورنيش بأجمل الألوان الساطعة ليلاً فقط بالتعرض للشمس، وبقليل من الابتكار وروح البادرة والحرص على البيئة تحولت أجزاء من سواحل كورنيش تركيا إلى قطع فنية جميلة مفيدة دون سحب من صادراتها أو صرف من مخزونها.. فهل من مبتكر؟!