اختلف الخبراء والمراقبون العرب حول فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بفترة رئاسة ثانية فبينما اعتبر البعض أن فوز أوباما يعطي فرصًا أكبر للتقارب العربي الأمريكي ويهيئ لأجواء أفضل لثورات الربيع العربي أن تستكمل بنيانها رأي فريق آخر أن أوباما لم يفِ بوعوده وليس هناك فارق كبير أن يفوز أوباما أو يفوز المرشح الجمهوري ميت رومنى وفضل البعض فوز أوباما لأنه يلتزم بالنهج الديمقراطي الذي يعزز العلاقات الدولية بين الولاياتالمتحدة والعالم وأن الجمهوريين أكثر محافظة وشراسة في علاقاتهم الخارجية وقال رئيس شرف المجلس المصري للشؤون الخارجية وسفير مصر الأسبق فى واشنطن السفير عبدالرؤوف الريدى: «إن النظام المصري والعربي بشكل عام أمامه فرصة ذهبية للاستفادة من فوز أوباما في تعميق العلاقات مع أمريكا ومحاولة زيادة التعاون بعد الوعود التي قطعها أوباما علي نفسه»، وأكد الريدى أن الرئيس الأمريكي أمامه تحديات كبيره أهمها الملف الإيراني الذي سوف يظل معلقًا بسبب عدم التوصل لحل خاصة في ظل تشبث إيران بحقها في امتلاك برنامج نووي وضغط إسرائيل علي الجانب الأمريكي لإجهاض القوة النووية الإيرانية بتوجيه ضربة وقائية لإيران. من جهته بيّن السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين أن فوز أوباما يعطي الأمل لإمكانية التحرك مجددًا نحو السلام ولكن نأمل من أوباما أن يفي بوعوده وينظر بشكل وواقعي وعملي للقضية الفلسطينية التي هي لب الصراع في المنطقة «. أما حسام الخولي، السكرتير العام المساعد لحزب الوفد فقد قال: «أعتقد أن السياسة الخارجية الأمريكية لن تتغير كثيرًا لكن يمكن القول أن فوز أوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي أفضل حيث ينهج الحزب في التعامل مع القضايا الخارجية طريقة أخف وطأة مقارنة بالحزب الجمهوري لتحقيق المصلح الأمريكية». وأكد الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن سياسة أمريكا الخارجية تجاه العرب لن تتغير كثيرًا، مشيرًا إلى أن مصر تستطيع فى غياب النفوذ المباشر لأمريكا أن تؤثر وتقود عملية بناء نظام دستورى وديمقراطى يصبح حلمًا لأفريقيا والعالم الجنوبى. وعلق العريان، على فوز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بفوزه بولايته الثانية لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» قائلاً: «لا أدرى هل يتابع الخبراء الإستراتيجيون المصريون الذين اعترضوا على مؤتمر الحرية والعدالة فجر يوم فرز النتائج بعد إعلانها فى 98% من اللجان الفرعية، هل يتابعون كبقية خلق الله نتائج أمريكا أم أنهم ثابتون على مبدأهم وينتظرون الإعلان الرسمى». من جانبه قال الدكتور رفعت سيد أحمد المدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة والكاتب والباحث المصرى: «أن أوباما هو الوجه الآخر لرومنى، لافرق بين الاثنين فى السياسة الخارجية تجاه الدول العربية»، وأضاف: «إنه من السذاجة تصور الاختلاف لأن الأصل الحفاظ على ثوابت فى السياسة الخارجية الأمريكية وهي: حماية أمن اسرائيل، وتجارة السلاح التى تسهم فى تشغيل الملايين من العاطلين الأمريكين على حساب أمن وسلامة العالم»، وقال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام: «إنه كان يتوقع فوز أوباما الذى يستريح له بصفة شخصية وخاصة أنه اتجاه كثير من العرب لعدة أسباب منها أن أوباما أقل عنجهية من المرشح الجمهورى رومني الذى حملت تصريحاته كثير من الشدة والتأييد لإسرائيل مما جعلتنا كعرب نميل أكثر إلى أوباما مع الأخذ فى الاعتبار أننا لانعول كثيرًا على أن يقوم أوباما بمواقف وسياسات ذات طابع استثنائى تجاه القضايا العر بية». اما المستشار كمال الإسلامبولى رئيس المجلس الوطنى المصرى فأكد على أهمية فوز أوباما فى المنطقة العربية بحكم أن هذه مدة ولاية ثانية وأخيرة مما يجعله جرئ فى قراراته ويعبر بصدق عن رؤيته التى يعتقد الكثير من العرب أنها فى صالحهم كما أنه أصبخ دارسًا للمنطقة بشكل جيد وعنده ملفات جاهزة لكل القضايا والأهم من كل هذا أنه يتبع سياسة الأيدى الناعمة فى التعامل مع قضايا الشرق الأوسط».