الحرفية فاطمة ظاهر البلوي الشهيرة ب»أم محمد»، تمارس العديد من الحرف التراثية؛ كحرفة الغزْل وصنع الشداد وجلة العروس والرقمي. حدثتنا السيدة فاطمة عن طريقة صنع المغزل وهو نوع من السدو يغزل من أصواف الضأن والأغنام وأوبار الإبل، تصنعه النساء في البادية لبيوت الشعر والخيام وتصبغ بألوان عدة للزينة، حيث يستخدم في صباغته نبات العرم بعد طبخه، وكذلك المغر وهو نوع من التربة ثم يتم غزله، وذلك بوضعه في آلة السدو والتي تتكون من النيرة والقاعدة والمنشاز والميشا ويتم نطيه بقرن الغزال لأنه ناعم ويشد الغزل بقوة ولا يؤذي النساء. وأضافت أم محمد: إن نساء البادية قديمًا كن يقمن بصناعة المغزل، وكانت أم العروس تقوم بصناعته وإهدائه لابنتها في ليلة زفافها لتنتقل به إلى بيتها الجديد، والأم أيضًا هي من تصنع «جلة العروس» والتي هي المكان الأمثل للزفاف وتزين به جدران غرفتها، وقد رأينا الجلة التي أهدتها والدة أم محمد لها ليلة زفافها قبل قرابة الأربعين عامًا، وتمثل قطعة فنية تتموج بها الألوان والرسومات. وفيما يخص (الرقمي) توضح أم محمد أنها عبارة عن بساط من أصعب أنواع السدو لما يحتويه من ألوان ورسومات تستخدم فيها العديد من الخيوط وتعتبر المرأة التي تقوم بصناعته من أمهر النساء في ذلك الوقت، كما حدثتنا الحرفية عن حرفة صنع الشداد وهو ما يوضع على ظهر الإبل أو الذلول، ويتكون من الخشب حيث يستخدم لشد أجزاء الشداد وربطها مع بعضها نوع من الحبال يسمى بعصب البل (لعلب). وعند سؤال السيدة أم محمد عن تطلعاتها لهذه الحرفة أبدت لنا أمنيتها بأن تقام مهرجانات وفعاليات مماثلة تتيح للحرفيات عرض ما لديهن وتثقيف المجتمع حول هذه الحرف، وطالبت باسمها واسم مثيلاتها الحرفيات بأن تقام لهن معارض دائمة خاصة بحرفهن، كما أبدت استعدادها لإقامة ورش تدريبية لمختلف مراحل التعليم العام والعالي والتقني للبنات. وأبدت لنا السيدة أم محمد استياءها من عدم الاهتمام بالحرفيات في المجتمع التبوكي والافتقار إلى التكريم والتحفيز والدعم بكل صوره سواء المادي أو المعنوي كما أنه لا توجد أي إعلانات ودعايات كافية للمشاركة في مثل هذه الفعاليات وإقامة المعارض المماثلة ولا يوجد أي تقدير للتراث. كما وأنه لا يتم دعوة المهتمين بالتراث من جمعيات ومتاحف ورجال أعمال ومؤسسات سواء من داخل المنطقة أو خارجها.