لعبت وسائل الإعلام الجديد دوراً مؤثراً في أزمة انفجار ناقلة الغاز شرق الرياض. وتجسد دور المواطن الصحافي من خلال استخدام قنوات التواصل الاجتماعية (تويتر، يوتيوب، فيس بوك) لنقل تفاصيل الفاجعة أولًا بأول. وانتشرت المعلومة الأولى عبر «تويتر» وتوالت المعلومات والصور من موقع الحادثة أولا بأول، لدرجة أن معظم الإعلاميين كبارا ومبتدئين، أخذوا ينقلون عن «تويتر» وشهود العيان الذين كانوا حاضرين في موقع الحدث. يأتي ذلك فيما تحفظ رجال الأمن على بعض مايتم تناقله على تويتر لغياب الموضوعية عنه بحسب قولهم. وفي المقابل يؤكد خبراء اعلام ان الاعلام الجديد يسجل تفوقا على التقليدى في الازمات لسرعة تناول الاخبار من خلاله . أكد مفوض الفرهود أستاذ الإعلام المحاضر بقسم الإعلام بجامعة الأمام محمد بن سعود، أن الإعلام الجديد أثبت تفوقه على الإعلام التقليدي، في أزمة انفجار صهريج الغاز، لافتا إلى أنه لجأ إلى «تويتر» و»اليوتيوب» لمتابعة تطورات الأزمة، وقال : الأخبار والصور المبثوثة على «تويتر» تحظى بنسبة عالية من المصداقية. ولفت الفرهود الانتباه إلى أن وسائل الإعلام التقليدية (صحافة، تلفزيون، إذاعة) اعتمدت بشكل أو آخر على وسائل الإعلام الجديد، ووضعت مقاطع الفيديو التي سجلها مواطنون بجوالاتهم لتفاصيل الحادث، في مواقعها الإلكترونية، مشيرا أن بعض المواطنين استقوا معلوماتهم وبنوا قراراتهم على ما تناقلته وسائل الإعلام الجديد سواء بالنسبة لحركة المرور أو التبرع بالدم. ونصح المحاضر في قسم الإعلام، وسائل الإعلام التقليدية وتحديد الصحف المحلية أن تطور من نفسها وأن تشكل لها فرق عمل إضافية يكون هدفها بناء محتواها الإلكتروني بشكل سريع ومنافس ومهني، يجعلها تحتفظ ولو بجزء من جمهورها الذي أخذت الصحافة الإلكترونية تسحبه منها تدريجيا. من جهته، طالب عبدالعزيز العيد كبير المذيعين في التلفزيون السعودي، بتوظيف التفوق الذي تحرزه وسائل الإعلام الجديد، مشيرا الى أن الإعلام الإلكتروني يأخذ حيزا كبيرا من حياة الجمهور واهتمامهم به والاعتماد عليه في حياتهم ومعلوماتهم وبناء قراراتهم، خاصة مع الطفرة التقنية والاتصالية التي تشهده سوق الاتصالات من أجهزة ذكية وشبكات g3، وg4 وفي مقابل ذلك سجل مسؤولون بعض الجهات الأمنية التي باشرت حادثة انفجار ناقلة الغاز، تحفظهم نوعا ما على صحة ما ورد في وسائل الإعلام الجديد، مشددين أن بعض المعلومات مغلوطة أو مبالغ فيها، وبعض الصور قديمة ولا تمت للحادثة بصلة. وأبدى العميد عبدالعزيز أبو حيمد مدير مرور الرياض، تحفظه على مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي وصحة ما تناقلوه من معلومات وصور، مبديا في الوقت نفسه احترامه لكل مستخدم كان منطقيا وواقعيا في نقل جزء من الحادثة. وأشاد أبو حيمد بدور ببعض الشباب السعودي وشعوره بالمسؤولية ومحاولاتهم أن يكونوا محايدين مع عدم التجني على الأجهزة الخدمية أو تجاهل جهودها في السيطرة على الكارثة، وعن استخدامهم وسائل الإعلام الجديدة، أوضح مدير مرور الرياض، أنهم لا يزالون يستخدمون وسائل الإعلام التقليدية في بث رسائلهم وارشاداتهم . وأشار أبو حيمد إلى امكانية استخدام جهاز المرور وسائل الإعلام الجديد، متى ما هيئت الأدوات اللازمة لذلك، وتم توفير فريق عمل محترف في استخدام هذه الأدوات. من جانبه، أكد النقيب محمد الحبيل الحمادي الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في الرياض، أن وسائل الإعلام الجديد كانت فاعلة في كارثة الغاز، ولكن بعض ما عرضته لا يتوافق مع الواقع وتضمنت مغالطات واستحضار أحداث قديمة ليس لها علاقة بالحادثة الجديدة. ولم يخف الحماد متابعة جهاز الإعلام لديهم متابعة بعض ما ينشر في وسائل الإعلام الجديد والاستفادة منها قدر المستطاع، مشدداً أن مديرية الدفاع المدني بادرت سريعا في اصدار بيان أولي عن الحادثة حتى تقلل من الشائعات وتناقل المعلومات المغلوطة، كما سيتم اصدار بيان تفصيلي كامل عن الحادثة وملابساتها والخسائر البشرية والمادية في وقت لاحق عند اكتمال المعلومات بشكل نهائي. وأكد الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في الرياض، أن جهاز العلاقات العامة في الدفاع المدني سمح للإعلاميين ووسائل الإعلام التقليدية بالاطلاع على مجريات الحادثة وتمكينهم من ممارسة عملهم بكل التسهيلات اللازمة وتزويدهم بالمعلومات أولا بأول، وذلك بهدف طمأنة الجمهور والحدّ من الشائعات.