حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية تزايد التطرف في سوريا جراء محدودية دعم المعارضة السورية، في رد على تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذرت فيها من تحويل المتطرفين «مسار الثورة». فيما قتل أمس 28 جندياً سوريًا نظامياً على الأقل بعضهم تعرضوا للتصفية بأيدي مقاتلين معارضين هاجموا حواجز عسكرية في شمال سوريا، في حين شن الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق. ومع تكرار الحديث عن تنامي دور متطرفين في القتال ضد القوات النظامية في سوريا، اعتبر سيدا أن «المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري»، وأن الزيادة هي «بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي وليست سبباً له». ورأى سيدا أن «المجتمع الدولي يجب أن يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني». وأضاف «رغم سعينا لضمان ألا يحظى التطرف بتأثير، إلا أن نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل إمكاناتنا محدودة أكثر مما نرغب». وأتت تصريحات سيدا رداً على إعلان كلينتون أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع إلى ما هو أبعد من المجلس الوطني السوري وأن «تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» في سوريا. وأكد سيدا أن «الثورة باقية على مسارها، ولا زالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري»، وأن المجلس يضم الأطياف السورية المتنوعة وهو مستعد للعمل مع كل الراغبين في إسقاط النظام، وهذا ما سيظهر في الاجتماع الذي سيعقده في الرابع من نوفمبر في العاصمة القطرية الدوحة. كما تأتي تصريحات سيدا غداة دعوة مجموعات معارضة للرئيس الأسد تضم 150 معارضًا اجتمعوا في تركيا، إلى الإسراع في تشكيل حكومة في المنفى لتحسين تمثيلها وخصوصًا الحصول على دعم أفضل من الأسرة الدولية لقضيتها. وعلق سيدا على تداول اسم المعارض رياض سيف لتولي رئاسة هذه الحكومة بالقول «اعتقد أنه علينا انتظار انعقاد الاجتماع للتقرير ما إذا كان (سيف) المرشح الأمثل للفترة الانتقالية»، مؤكدًا أن قرارًا كهذا «يعود إلى الشعب السوري». ومن بكين، أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي أن بلاده قدمت «اقتراحات جديدة بناءة» تهدف إلى حل النزاع في سوريا، تشمل وقف اطلاق نار على مراحل وتأليف حكومة انتقالية. وقدمت الصين الحليفة لنظام الرئيس الأسد والتي استخدمت، إلى جانب روسيا، حق النقض 3 مرات لتعطيل إصدار مجلس الأمن الدولي قرارات تدين دمشق، مقترحاتها إلى الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي زارها الثلاثاء والاربعاء الماضيين. ميدانياً، قتل 28 جندياً نظاميًا على الأقل أمس بعضهم تعرضوا للتصفية، لدى مهاجمة مقاتلين معارضين 3 حواجز للقوات النظامية في محافظة دير الزور (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد «إن هذه الهجمات التي قتل فيها أيضا 5 مقاتلين معارضين، استهدفت حاجزي إيكاردا على طريق حلب سراقب، وحاجز حميشو على طريق سراقب اريحا». في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية المقاتلة التي كثف النظام استخدامها في الأيام الأخيرة، غارات جديدة على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت 4 منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، إضافة إلى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين للقصف. ونقل المرصد عن ناشطين في هذه المناطق أن غالبية سكان الغوطة الشرقية التي تقع فيها المناطق المذكورة، نزحوا عنها.