أشارت الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء الماضى أنها تقوم بمحاولة اتخاذ أكثر خطواتها جرأة حتى الآن لإعادة تشكيل المعارضة السورية، وأفصحت عن ذلك وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون التى أشارت إلى استبعاد القيادة الحالية للمعارضة التي هي مجموعة من السوريين المعارضين الموجودين في الخارج المنفيين ممن لا يسهل التعامل معهم والذين ينبغي أن يستعاض مع مجموعة أكثر تمثيلا للمقاتلين في الميدان. وقالت هيلاري كلينتون للصحفيين خلال رحلتها إلى كرواتيا: «يجب أن يكون هناك تمثيل لأولئك الذين هم في الخطوط الأمامية، يقاتلون ويموتون اليوم للحصول على حريتهم»، وأضافت: «لا يمكن أن تكون المعارضة ممثلة في الأشخاص الذين على الرغم من أن لديهم مميزات وسمات جيدة كثيرة لكنهم في العديد من الحالات، لم يكونوا داخل سوريا على مدى العشرين أو الثلاثين أوالأربعين سنة الماضية». ويتجمع المئات من قادة المعارضة السورية في الدوحة، قطر، في الأسبوع المقبل في محاولة لتشكيل مثل هذه المجموعة القيادية التي ظاهريا ستكون تحت رعاية جامعة الدول العربية ولكنها في الحقيقة قد دفعت من قبل الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون: «إنها ظلت مشاركة بشكل كبير في التخطيط للاجتماع، بما في ذلك التوصية بإدخال أفراد ومنظمات في أي هيكل لقيادة جديدة للمعارضة». وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية: «إننا أعلناها بكل وضوح أنه لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري كقائد منظور للمعارضة ككل ويمكن للمجلس أن يشارك ولكن المعارضة يجب أن تشمل أشخاصًا من داخل سوريا وآخرين ممن لديهم أصوات مشروعة يجب أن يتم الاستماع إليها». وعلى الرغم من أن أعضاء المجلس الوطني من المرجح أن يشكلوا ما يصل إلى ثلث المقاعد في الهيئة الجديدة، التي من المتوقع أن تتكون من 35 إلى 50 عضوًا، فإن تصريح كلينتون العلني هذا يمكن أن يكون ناقوسًا يعلن بإيذان موت المجلس الوطني. وقال الطيار خالد يوسف عبود وهو من شمال شرق سوريا: «إن المجلس الوطني قد انتهى لقد ظل لفترة طويلة أكثر من اللازم ويتحدث المقاتلون عنه الآن وهم يسخرون منه. وقد ظلت إدارة أوباما غير راضية منذ عدة أشهر من «فقر الدم» القيادي والمشاحنات المستمرة للمجلس، التي غالبًا ما تكون في الصراع حول المواقع وفي وفود من السفر بدلاً من النجاح مجتمعين في تكوين حكومة انتقالية فعالة.. لقد فشل المجلس في جذب تمثيل معتبر لمجموعات الأقليات، بمن في ذلك العلويين الذين يسيطرون على سوريا وكذلك المسيحيين أو الأكراد. إن الأكاديميين الغائبين عن سوريا والناشطين الذين قضوا سنوات طويلة في المنفى يبدون بصورة متزايدة غير ذوي صلة وغير مطلعين على دقائق مجريات الحرب الأهلية الجارية في سوريا بينما يكتسب المتطرفون الإسلاميون رؤية أكثر التصاقًا بالواقع في تلك الحرب. ومنذ البداية، كان ينظر للمجلس الوزراء كوسيلة أولية بدعم من تركيا للإخوان المسلمين الذين قضوا فترات طويلة في المنفى.