عبّر العديد من المثقفين والأدباء عن بالغ حزنهم على رحيل الفنان التشكيلي محمد آل دهيس الزهراني والذي وافته المنية قبل يومين. ويعد الراحل آل دهيس من أقدم الفنانين التشكيلين بمنطقة الباحة، ومن المهتمين بالآثار والتراث. وقال الدكتور عوض السبالي مدير المتاحف والآثار بهيئة السياحة إن محمد آل دهيس يرحمه الله كان حريصًا على المحافظة على الآثار وكان متعاونًا جدًا مع هيئة السياحة وقد تم تكريمه من قبل الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عندما قام بإهداء مكتب آثار الباحة مجموعة من القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء تجواله في المنطقة، كما كان له يرحمه الله دور بارز وتعاون مع فريق الآثار من جامعة الملك سعود ومع هيئة السياحة في البحث عن الآثار بمنطقة الباحة حيث قام بتصوير وبتحديد مواقع الآثار وتصويرها وتوثيقها ورسم كروكيات وعمل أفلام فيديو لتلك الآثار على عدة أشكال منها قطع وعدد من مجسّمات صخرية وأشكال ورسومات منحوتة على الجبال الصخور الكبيرة منها ما قبل الإسلام وبعده وتصوير عدد من القلاع ووجود عدد من المقابر أيضًا منها ما قبل الإسلام وبعده وكانت في عدة مواقع من منطقة الباحة منها آثار في معشوقة وثراد وعيسان وعلوى والأزهر والخضراء، كما قام بتصوير وتوثيق آثار وادي الخليف في تهامة وتصوير سوق شعبي قديم في روضة بني سيد في شمال محافظة العقيق وتصوير بني هلال في منطقة الربوة بوادي كرا، بالإضافة إلى أن له مشاركات ملموسة في عدد من المتاحف ومنها متحف نادي الأزهر ومتحف الباحة. وقال المخرج المسرحي محمد ربيع الغامدي: أشعر بالحزن لوفاة الأستاذ محمد آل دهيس رحمه الله فهو شخصية ثقافية بارزة في منطقة الباحة وشخصية إنسانية بأجمل ما تكون الإنسانية وهو يُلقب ب «محمد الشيبة» وهو من قدماء الفنانين التشكيليين في المنطقة وله اهتمامات كثيرة من بينها التصوير والبحث الأثري وجمع الموروث الشعبي وممارسته، وكان من المثقفين في المنطقة وكان حريصًا على جمع المثقفين والأدباء، وقد عمل معي في رسم المناظر والديكورات لعدد من المسرحيات، وكانت له مشاركات عديدة في الفنون التشكيلية وحصل على عدة جوائز منها جائزة أمير المنطقة آنذاك الأمير محمد بن سعود، ولقد عانى في السنوات الأخيرة من المرض، وقد أطلقت جمعية الثقافة والفنون بالباحة اسمه على قاعة من قاعاتها الثقافية.. رحمه الله وتغمده برحمته.