كشف الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي، المدير التنفيذي لمؤتمرات «فكر»، حمد العماري، عن أن البرنامج الذي وضعته اللجنة الاستشارية لمؤتمرات «فكر» جاء لهذا العام مركّزًا وجاءت الأجندة حافلة بالفعاليات التي ستنطلق بعد قرابة الشهر. وقال العماري: لم تترك اللجنة هاجسًا واحدًا قد يجول في خاطر المواطن العربي، المشغول بهموم علاقته بحكوماته المستقبلية بعد الربيع العربي، إلّا وطرحته للنقاش أمام مجموعة من الخبراء والمسؤولين الحكوميين والمواطنين المشاركين في المؤتمر، وذلك لأن مؤسسة الفكر العربي تحاول من خلال مؤتمرات «فكر» أن تطرح الأسئلة على المفكرين والمثقفين، وأن تقيم ساحة للنقاش الحر المسؤول، في محاولة لإيجاد الحلول. وفي ما يتعلّق بمحاور جلسات المؤتمر، أضاف: على مدار أربع جلسات رئيسة، ينظر المؤتمر السنوي الحادي عشر (فكر 11) في سبل تحسين الكفاءة الحكومية، محاولاً إيجاد ملامح أفضل لدول الوطن العربي في العام 2020، وذلك من زاوية حكومات المستقبل وما تتطلّبه من إعادة هيكلة القطاع العام والخدمة المدنية بما فيه خير الوطن والمواطن. وكشف العماري عن أن مؤسسة الفكر العربي الساعية بدورها إلى مد الجسور بين رأس المال والفكر العربيين وإلى تفعيل الشراكات بين القطاعات، ترغب في مؤتمرها المقبل تسليط الضوء على العمل المجتمعي في الوطن العربي، وسبل دعمه من قبل الحكومات فيما يتخطّى توفير الأطر القانونية ومتابعة تنفيذها، بحيث يوجّه هذا العمل نحو الاستثمار الاجتماعي والريادة المجتمعية. كما سوف يطرح المؤتمر للنقاش طرق تحقيق التعاون ما وراء حدود الوطن بناءً على ما كشفه «الربيع العربي» عن مدى الترابط والتأثير المتبادل ما بين بلدان المنطقة، وينظر في كيفية الجمع بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة لتحسين الأداء الحكومي. وفي مجال الحكومة الإلكترونية، وفي جلسة خاصة تلي الافتتاح الرسمي للمؤتمر، سيعرض البلد المضيف تجربته الرائدة، إذ تُعد حكومة دبي الإلكترونية نموذجًا يُحتذى به لكونها الحكومة الإلكترونية الأولى في منطقة الشرق الأوسط. يُشار إلى أنّ المؤسّسة سعت إلى عقد ورش العمل بالتعاون مع شركائها من الرعاة وشركاء المعرفة الذين تربطهم بالمؤسسة اتفاقيات شراكة ومذكرات تفاهم معرفية، ومن بينها ورشة عمل ساعية لإيجاد بنية تحتية من أجل الأجيال المستقبلية، وهي بالشراكة مع أرامكو السعودية، الشريك الراعي لمؤتمرات «فكر»، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. هذا إلى جانب مجموعة من ورش العمل التدريبية المتزامنة على مدار اليومين، والتي ستناقش الميزة التنافسية للدول العربية، وضرورة الاستثمار الصائب في الإعلام الاجتماعي سعيًا نحو تواصل حكومي أفضل، وآليات مرتقبة لإنتاجية حكوميّة ذات جودة وبأقلّ كلفة. كما سيقدم «فكر11» تجربة جديدة من خلال عرض متكرّر لملخصات وبحوث ودراسات من شأنها الإحاطة الإحصائية المسحية والمعلوماتية بموضوع المؤتمر، مما يسهم في التحديد الدقيق للفرص والتحدّيات في الوطن العربي اليوم. والجدير بالذكر أن هذه الفعاليات والجلسات بمختلف أشكالها وأطرها ستقام على مدار يومين في 26-27 نوفمبر المقبل، وستُختم بحفل توزيع جوائز الإبداع العربي من خلال تكريم اللامعين من المبدعين العرب في سائر مجالات العلم والمعرفة.