سجل شباب محافظة رابغ خلال الاسبوع الماضي لوحة مرصعة بالشجاعة والاقدام عندما وهب عدد منهم أنفسهم لانقاذ أكثر من 35 شخصا حاصرتهم سيول وادي تمايا وغمرة وجرفت سياراتهم ولم تبقي لهم الا الاجزاء العلوية من أجسادهم ليتنفسوا ولقيت الحادثة صدى كبير في المنطقة وتناقلتها وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمقروءه المحلية والعربية وعلى المنتديات ومواقع الاتصال الالكتروني بالرغم من أن تفاصيل المأساة الكبيرة التي راح ضحيتها عشرة فيما تم إنقاذ 25 اخرين لم ترصد وتوثق بالكاميرا كون الحادثة كانت تحت جنح الظلام والكل فقد جواله ولا أحد يستطيع التصوير وهو بين امواج سيل عارم ماءه يعتلي صدره وفي الظلام الدامس والا حصلنا على مقاطع تسيل لها الدموع ولا شوهدت على مواقع الانترنت العالمية ( اليوتيوب ) ذوي الناجين شكروا اولئك الابطال شكرا عميقا وقبلوا جباه الابطال الغارقين منهم بعد غسلهم تكفينهم عرفانا منهم ونحن دعودنا دائما في هذا البلد المعطاء على تكريم مثل هؤلاء وتخليد أسمائهم في ذاكرة الوطن ذو الغرقى والناجين ومغردين في تويتر وعبر المنتديات والمواقع الالكتروتنية طالبوا تكريم أبطال سيول تمايا الشهداء منهم والذين كتب الله النجاة لهم وقال بندر الزبالي الحربي أن حهود الابطال كانت وطنية وانسانية و جاءت من بوادر ذاتية وبدوافع بطولية وأسهمت في انقاذ أكثر من 25 نفسا أنهم قاموا بعمل الدفاع المدني أثناء غيابه و أن في تكريمهم ترسيخ لمفهوم الوفاء لمن نذروا أنفسهم لانقاذ الاخرين ورد للصنيع و دولتنا أيدها الله عودتنا بلفتاتها الكريمة بمثل هؤلاء فهناك فرمان خان أخذ حقه من التكريم وكذلك منقذي المرأة من سيول حائل واليوم نتطلع جميعا لتكريم من أنقذوا خمس وعشرين نفسا وأضاف عبدالله اللهيبي أن حادثة سيول تمايا وغرق العشرة ونجاة الخمس وعشرين جاءت متزامنة مع ايام الترويه وعرفات والتشريق وبالتالي لم تاخذ حقها إعلاميا واليوم بعد الانتهاء من الحج أجزم بأن الدفاع المدني لن يغفل حصر الابطال المشاركين في انقاذ المحاصرين في الليلة السوداء بسيول تمايا وأن الاعلاميين والكتاب سيجندوا أقلامهم لابراز معاناة ذويهم واوضاع اسرهم وان العمل سيجري لتحفيز كل القطاعات والمؤسسات لتكريمهم نظير جهودهم الوطنية والانسانية التي بذلوها في تلك المواقف العصيبة والظروف الحرجة لاسيما وأن جهودهم التطوعية أسهمت بعد الله في انقاذ أنفسا من الموت وأنابت عن الدفاع المدني في مواجهة المأساة بدوافع أنسانية ووطنية وطالب عدد من المواطنين منهم عطالله غريب البلادي وسامي مشخص البلادي ضم الاحياء منهم الى قطاع الدفاع المدني وتخليد أسمائهم في ذاكرة الوطن واستثمار طاقاتهم وحيويتهم وحماسهم فبمثل هؤلاء الابطال يرتقي مستوى الاداء. وأكد كل من عابد الحربي وفهد الزبالي أن التكريم بمثابة تاكيد على أهمية العمل التطوعي ودوره الاجتماعي الكبير وترسيخ لمفاهيم الوفاء لمن نذروا أنفسهم لخدمة من لا يعرفون ومن اجل تفريج كربتهم معاناتهم فتضحيتهم من اجل الاخرين خصوصا وأنهم عندما ألقوا بأنفسهم في السيل العارم لم يكونوا يرسمون في اذهانهم لحظات تلقي الخطابات الشكر والجوائز فهم ضحوا بانفسهم فقط من اجل انقاذ الانفس فالنكرمهم ونجزل لهم العطاء يجب ان لاتعبر وتنتهي بخطابات الشكر والثناء وان لا تعتبر شأن عابر وكانو يقومون عملهم بمبادرة ذاتية وحس بطولي أبو طلال محمد البلادي قال نحن أمام عمل بطولي فذ الكل يقدره ويثمنه ويعتز به وهو دليل على صفات النبل والشجاعة والنخوة التي هي من سمات ابناء بلد الخير والعطاء وولاة أمرنا في مثل هذه المواقف حريصين على تكريم وتقدير كل من يسهم في اعمال وطنية بطولية خيرة فالعمل الذي قاموا به الشهداء الاربعة والناجين الثلاثة ومن معهم يجسد المواقف البطولية التي تؤكد أصالة وترابط أفراد المجتمع السعودي . وأبان مبروك بن بريكان الزبالي أن الابطال كفاءات مبدعة ذات شجاعة ومهارة فائقة و مثلها يحتاجها الدفاع المدني ويستحقون الحاقهم بدورات بقطاع الدفاع المدني وإن اولئك الشهداء وهولاء الاحياء من أبطال سيول تمايا نماذج متميزة من شباب الوطن يجب علينا إبرازها وتكريمها وتقديم لهم نظير ما قدموا للوطن والمواطن وللانسانية وأكمل الحديث عاطف الزبالي ان من بين الابطال من يحمل شهادات وهو عاطل عن العمل واخرين يعملون ولكن يواجهون صعوبات فحريا بنا توفير وظائف وتذليل الصعاب لهم فالتكريم والشكر والتقدير له اثر عميق في النفوس يحفزهاويدفعها لنيل الافضل ويشحذ همتها لترقى اكثر واكثر وقد درجت المجتمعات على تكريم أبطالها حمدي الحربي قال التكريم نوع من العرفان بالجميل يحمل بين ثنياه شيئين لايقلان عن أهميته اولها اثر التكريم في نفس المكرم وذويه وثانيهما أنه يرسخ قيمة إنسانية ويعمق مفهوما اسلاميا وووطنيا وحضاريا وان أعظم التكريم والتقدير هو عندما يحضى هؤلاء الابطال بالرعاية والاهتمام التي تعتبر ردا للجميل والصنيع الذي قدموه . الحادثة كانت ليلة الاثنين 6-12 – 1433 المتوفون من الابطال يوسف أحمد العوفي 32 سنة وترك خلفه اخوة وام واب وحالتهم المادية ضعيفة جدا عويضة حميد الزبالي 27 سنة وكان راتبه 1700 ريال وترك خلفه يتيمين بنت وولد واسرة محتاجة وعبدالعزيز مبروك الزبالي 19 سنة وترك اب مكلوم واخوة صغار عبدالله فرج الزبالي 33 سنة و فقد كامل عائلته وهو موظف في منوبية حجر الابطال الذين جرفهم السيل ونجوا ياسر يوسف العوفي 33 سنة جرفته السيول وهو يحاول انقاذ اخرامرأتين بعد ان انقذ اطفالهم الاربعة وهو شقيق يوسف وجرفته السيول لمسافة تزيد عن 2 كلم ولكن كتب الله له النجاة وهو يحمل درجة البكالوريوس شريعة اسلامية ومتزوج وله ثلاث أطفال وليس لديه وظيفة ويعمل في بيع الخضار أحمد طفيل البلادي 44 سنة سائق الوايت أنقذ على ظهر صهريجه 25 نفسا بمساعدة بقية الابطال وفي النهاية جرفته السيول بوايته وقلبته عدة مرات ثم علق بشجرة ونجى البطل عبيدالله بن بطي البلادي 34 سنة اب لثلاثة أطفال رجل نجى من الغرق بعد أن ادار عملية كل الانقاذ وطريقته وتوجيه المنقذين وكان يتنقل بين صدام الوايت وكبوته وامواج السيل التي كانت تصل الى اعلى صدورهم وعبدالاله العوفي 34 سنة الذي ظل يحتضن يتواصل مع الدفاع المدني ويخوض المياه للبحث عن ناجين واجزم بان هناك اخرين.