انهارت الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أمس في سوريا مع بداية عيد الأضحى في مناطق عدة ما أدى إلى وقوع 75 قتيلا على الأقل، ولو أن مستوى العنف بقي نسبيًا أدنى من الأيام والأسابيع القليلة الماضية. وأوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مركزاً له أن أعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد أوقعت أمس 75 قتيلًا هم 30 مدنيًا و26 عسكريًا نظاميًا و26 معارضًا مسلحًا. وتركزت المعارك بشكل خاص في ريف دمشق وحمص ومنطقتي إدلب ومعرة النعمان. وإضافة إلى المعارك، قتل 3 عناصر من القوات النظامية السورية في انفجار سيارة مفخخة استهدف حاجزًا للجيش في مدينة درعا كما أصيب 8 آخرون، وفق المرصد. كما قتل 5 أشخاص وأصيب 32 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة أخرى في منطقة دف الشوك في جنوبدمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري. وأعلن الجيش السوري أمس الأول وقف العمليات العسكرية اعتبارًا من صباح الأمس وحتى الاثنين آخر أيام عيد الأضحى، محتفظًا لنفسه بحق الرد في حال استمرار اعتداءات «الجماعات المسلحة»، أو تعزيز مواقعها، أو تمرير مسلحين وسلاح عبر دول الجوار إليها. كما اعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أبرز المجموعات المقاتلة المعارضة الموقف نفسه، متعهدًا برد قاس «إذا أطلقت رصاصة واحدة» من القوات النظامية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس «انهارت الهدنة في مناطق عدة»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «مستوى العنف أمس اجمالاً هو أقل مما كان عليه» خلال الأسابيع والأشهر الماضية، مضيفًا أن «النظام لم يستخدم بعد الطيران الحربي في القصف». وقبيل تسجيل هذه الخروقات الواسعة أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي «بحسب المؤشرات الأولية، الهدنة تطبق، ويمكن أن تؤدي إلى هدنة أطول وآلية قوات حفظ سلام من الأممالمتحدة». ووقعت العمليات الأكثر حدة في محيط معسكر وادي الضيف قرب معرة النعمان في شمال سوريا الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أكثر من أسبوعين، تاريخ استيلائهم على مدينة معرة النعمان القريبة والاستراتيجية وجزء من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب المدينة، ما مكنهم من إعاقة إمدادات القوات النظامية إلى المنطقة. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء التركية «الأناضول» أن إطلاق نار من أسلحة ثقيلة وقذائف هاون مصدرها سوريا تردد صداه في الأراضي التركية وكان في الإمكان سماعه في بلدة بساسلان في محافظة هاتاي»، مشيرًة إلى أن عنف المعارك دفع فلاحين أتراكًا إلى مغادرة الحقول التي كانوا يعملون فيها والعودة إلى منازلهم. وفي دمشق، «انفجرت قذائف هاون في محيط مطار المزة العسكري»، بحسب المرصد. كما أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة في حي العسالي في جنوبدمشق والسيدة زينب في ضاحية دمشق». وذكر ناشطون أن الاشتباكات شملت أيضاً حي القدم في جنوب العاصمة. وقالت الهيئة العامة للثورة «إن الاشتباكات بدأت بعد أن قامت قوات النظام بإطلاق الرصاص على المدنيين في المنطقة». وبحسب المرصد وناشطين، فإن القوات النظامية حاولت تفريق تظاهرات استغلت الهدنة للخروج بعدد أكبر عبر إطلاق النار عليها في مناطق عدة، ما تسبب بإصابة 3 أشخاص بجروح في مدينة انخل في محافظة درعا (جنوب). وأكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ «أن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين يشكل خرقًا للهدنة». وشكك الشيخ بنوايا النظام، وقال «هذا نظام كاذب كلما خرج الناس سيطلقون النار لو تركوا الناس يتظاهرون أصلًا، لكان النظام سقط منذ زمن ولو أن الناس يثقون بتعهد النظام وقف النار، لكان الشعب السوري خرج كله للتظاهر». بالمقابل أعلن الجيش السوري أن «مجموعات إرهابية مسلحة» قامت ب»خروقات» لوقف إطلاق النار بالاعتداء على عدد من المواقع العسكرية في مناطق سورية مختلفة أمس الجمعة، ما استدعى ردا من القوات السورية النظامية. إلى ذلك، نقل التلفزيون السوري الرسمي صورًا للرئيس السوري بشار الأسد وهو يدخل جامع الأفرم في منطقة المهاجرين في دمشق لتأدية صلاة الأضحى. وصافح الأسد عدداً كبيرًا من الموجودين في المسجد، مقبلا البعض ومتبادلا الأحاديث القصيرة مع آخرين.