على الرغم من اختلاف آرائهم وأفكارهم وتوجهاتهم السياسية إلا أنهم اجتمعوا في خيمة واحدة على صعيد «منى» شعارهم الوحدة وهتافهم «لبيك اللهم لبيك». حجاج مصر.. أطباء ومهندسون وقضاة ورجال أعمال وعلماء ومفكرون اجتمعوا في مجلس الحملة القادمين معها لأداء فريضة الحج ذابت بينهم جبال الجليد وتحطمت حواجز الاختلافات الفكرية وتقاربت الأرواح قبل الأجساد والتقت الرؤى وتوحدت نحو هدف واحد لا خلاف ولا اختلاف عليه. يقول الدكتور محمد كفافي (صيدلي): «في البقاع المقدسة التقينا جميعًا بفكر واحد لأجل هدف واحد وهو ذكر الله عز وجل ونبذ أي خلاف ونسيان كل الأمور الدنيوية التي قد تشغلنا عن هذا الهدف». وأضاف: «الحج دورة تدريبية مشتركة نتعلم فيها القيم والأخلاق ومبادئ الاتفاق والتوحد ونبذ الفرقة ونشر المحبة والتسامح بعيدًا عن أية توجهات أو أفكار أخرى». ويشير الحاج حسام حسين (تاجر) إلى أن الحجاج المصريين يعيشون في الأماكن المقدسة هذه الأيام وسط وحدة وتكاتف وتآلف وأخوة دينية جمعتهم وحدة الدين والهدف رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية وآرائهم السياسية». ويشاركه الحاج المهندس خالد سعد قائلاً: «جئنا إلى المشاعر وقلوبنا متوحدة ونفوسنا صافية لا ترى إلا الحب والود فيما بيننا جميعًا، صحيح أن لكل توجهاته وأفكاره ومطالبه الحياتية وهذا من حقه لكن هنا في منى تركنا خلفنا كل تلك الاختلافات ولبسنا رداء واحدًا ندعو بدعاء واحد ونؤمّن على دعاء بعضنا البعض ونلتقي كلنا في ترديد شعار واحد هو «لبيك اللهم لبيك». اما الحاجة نور عبدالمقصود فتقول: «أصبحنا في مصر مجتمعًا متعدد التوجهات الفكرية والثقافية ولكل منا الحرية في تفكيره وانتمائه لكن ومع وصولنا للمشاعر المقدسة وانضمامنا إلى قوافل الحجيج بدأنا نشعر بوحدة الكلمة وبأن الاختلافات في الأمور الحياتية اليومية تذوب وتتلاشى أمام وحدة القلوب والمشاعر والأمنيات». وأضافت: «الجميع تركوا وراءهم كل الآراء والتوجهات وأقبلوا على الله مع بقية إخوانهم المصريين في مشهد رائع من الوحدة والألفة شعار الدين الإسلامي الحنيف وأحد أهم مقاصد الحج والتي أراها قد تحققت ولله الحمد».