لم يكن مستغربًا أن يضمّ المشهد في «منى» أمس مفارقات عديدة من أبرزها الانسيابية الأمنية والمرورية وبروز حالات عديدة للتسلل واستحداث خيام للافتراش في المداخل. ورصدت عدسة «المدينة» أجواء المشاعر المقدسة على ارتفاعات مختلفة عبر طيران الامن صباح أمس. وبدت حركة الحجاج انسيابية بعد أن اكتملت منظومة الخدمات التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في حج هذا العام من خلال كافة الجهات الحكومية والقطاعات الامنية. وتابعت «المدينة» حركة تدفق مئات الآلاف من الحجاج متجهين الى مشعر منى منذ الساعات الاولى من صباح أمس، وبدت الحركة المرورية سلسة وميسّرة مما أسهم في وصول الحجاج الى مقار اقامتهم في المشاعر في أوقات قياسية، لم تتجاوز وقت الظهيرة. كما تابعت عدسة «المدينة» وجود أعداد كبيرة من الحجاج وقد اتخذوا من تلال مشعر منى أماكن ملائمة للافتراش بعيدا عن أعين الرقابة، كما بدت مساحات شاسعة من مداخل مشعر منى وقد كستها ألوان «خيام الافتراش» ذات الألوان الزاهية في منظر بانورامي وكأنك أمام منى بديلة ، أنشأها المفترشون خلال ساعات!. وعلى الجانب الغربي شوهد مركز الفرز والتفتيش «الشميسي» وقد تمكّن عدد من الحجاج المخالفين تجاوز التفتيش بترجلهم عبر المنافذ الجانبية للموقع سيرا على الأقدام مسافة تجاوزت 2 كم ليجدوا من ينتظرهم بسياراتهم الخاصة لنقلهم الى مداخل المشاعر المقدسة مقابل مبالغ مالية متفق عليها مسبقا!!. وأوضح قائد طيران الأمن اللواء طيار محمد الحربي أن الطائرات المستخدمة في رصد التحركات في المشاعر ومن أبرزها طائرة S-92 والشوايزر 434 التي تقوم بمهام استطلاعية وطائرة S70i الجديدة، والتي تمتاز بأحدث التقنيات والسرعة العالية والمناورة في الجو موضحاً أن هذا النوع من الطائرات يواكب آخر ما تم ابتكاره من تقنيات متطورة. وتقوم بتنفيذ جميع المهام من بحث وإنقاذ وإسعاف وإخلاء ومراقبة واستطلاع ومهام أمنية متعددة. رصد خطة التصعيد وقال اللواء الحربي: إن طيران الأمن رصد بدقة متناهية تدفق حجاج بيت الله الحرام خلال مرحلة «التصعيد» لحظة بلحظة، لافتًا إلى استمرار المتابعة الجوية الى حين انتهائهم من أداء نسكهم في أمن وطمأنينة والتي تشمل التصعيد والنفرة وأيام التشريق ورمي الجمرات حتى مغادرة منى إلى أداء طواف الوداع بمكة المكرمة. وقال: إن الجولات الاستطلاعية لم تعد تشكل هاجساً كبيراً كما في السابق بفضل الله ثم بما بذلته القيادة الرشيدة من جهود لتطوير هذا المرفق الهام ومع ذلك تتم المتابعة الدقيقة بطلعات جوية مستمرة وإرسال التقارير لغرف العمليات للتحرك فوراً لمعالجة أي ملاحظات على الأرض. وأكد استعداد طيران الأمن لكل الاحتمالات المتوقعة حيث تضمنت خطته الأخذ بالاعتبار كل ما قد يحصل من ظروف قد تؤثر على سلامة الحجيج ومن ضمنها هطول الأمطار وقال: طائراتنا مهيأة للقيام بمثل هذه المهام في وقت حدوث الأمطار والسيول حيث توجد معدات حديثة يتعامل معها رجال مختصون في الإنقاذ ولديهم الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الحالات.