أتابع بأسى ما ينشر في الصحف المحلية من القصص التي تروى عن عدم احترام المعلم، وآخرها تعرض أحد المعلمين للضرب أمام مدرسته. ومما لا شك فيه أن ذلك يعد تواصلا لمسلسل ضياع هيبة المعلم لدينا، حيث أصبح المعلم مجرد اسم يحمله بعكس السابق، حيث كان للمعلم هيبته وتقديره واحترامه، ولكن المشاهد لحال اليوم يجد أن المعلم لم يعد له أي تقدير، بل أصبح متعرضا للمخاطر نظرا لفقدان هيبته، حيث أصبح الطالب لا يخشى ويحترم المعلم. ولذلك يبقى السؤال الأبرز عن المتسبب الرئيس في فقدان المعلم لهيبته أمام الطلاب؟ ونحن هنا لا نعمم على الجميع، لكن ما نراه على أرض الواقع يؤكد ذلك. وأنا لا أعلم الجواب على سؤالي أعلاه، ولكن قناعاتي تؤكد أن الآباء والقرارات الوزارية الأخيرة السبب الرئيس في ذلك، حيث أصبح الأب لا يرضى بتاتا أن يتعرض ابنه للضرب أو التربية، وكذلك قرارات الوزارة الجديدة التي تطالب المعلم أن يتحمل مهما حصل من قبل الطالب؛ ما أدى ذلك إلى العديد من التصرفات التي يقوم بها الطلاب أثناء شرح المعلم للدروس. ومن هنا أطالب بضرورة عودة هيبة المعلم كما كانت، وأن نعطيه حقه، وذلك حتى نتمكن من تخريج جيل من الشباب قادر على خدمة المجتمع، خصوصا أن ذلك يدفع المعلم إلى تقديم كل ما عنده، ويؤدي رسالته التربوية على الوجه الأكمل. كما أطالب الأباء بضروة حث أبنائهم على احترام المعلم، وغرس أنه في مقام الوالد أو الأخ الأكبر في نفوسهم.