أثار مشروع قطار المشاعر المقدسة وحافلات النقل الحديثة ذكريات أمين عام النقابة العامة للسيارات والمتحدث الرسمي للنقابة مروان بن رشاد زبيدي والمعاناة التي كان يتكبدها الحاج للحصول على وسيلة مواصلات وتنقل في مواسم الحج، وكيف بدأت من فوق ظهور الجمال، وانتهت أخيرا بركوب قطار المشاعر والحافلات الحديثة، لافتا الى أن وسائل النقل الحديثة التي أصبحت إحدى ملامح الحج الآن لم توفر الراحة فقط بل اختصار الوقت والزمن بعد أن كان الحجيج يقضون أياما وشهورا في رحلة التنقل فقط. وأكد الزبيدي في حديث ل»المدينة» ان قطار المشاعر ساهم في تقليص وقت النفرة من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة إلى (13) دقيقة فقط حيث سيساهم القطار في نقل نصف مليون حاج في اقل من ست ساعات فقط. واضاف الزبيدي ان رحلة تنقلات الحجاج عبر التاريخ كان يواجهها كثير من المتاعب والصعوبات وكانت عملية نقل الحجاج إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة تتم بواسطة الجمال وكان للجمالة هيئة يطلق عليها (هيئة المخرجين) تتولى مسؤولية إحضار الجمال والجمالة وتتبعهم جماعة أخرى تعرف ب(المقومين) يقدرون حمولة الجمل، مشيرا إلى أن الحجاج كانوا يركبون الجمال عبر طرق السيدة زبيدة (طريق الحيرة - مكةالمكرمة) وطريق درب الحاج المصري وطريق درب الحاج الشامي (دمشق - المدينةالمنورة) . ويبين الزبيدي ان مسيرة الحجاج تبدأ وبعد وصولهم إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج حيث يستخدم الحجاج وسيلتين لتنقلاتهم فقط هي السير على الأقدام من مكةالمكرمة للمشاعر المقدسة واستخدام الجمال وتم تحديد أجور النقل في عام 1366ه وعام 1367ه بحيث تكون أربعة ريالات عربية من جدة إلى مكةالمكرمة وستة ريالات من مكةالمكرمة إلى عرفات ذهابًا وإيابا وخمسة عشر ريالا من جدة أو من مكةالمكرمة ذهابًا وإيابا. وأبان أن أجور السيارات كانت تدفع للنقابة التي تقوم بإحالتهم على الشركات ويتم توزيعهم بمقدار ما تملكه كل شركة من السيارات مشيرا إلى أن النقابة وضعت شروطًا للشركات المسجلة بها وجعلت النصاب الأدنى لهذه الشركات لا يقل عن عشرين سيارة كما عينت النقابة هيئة هندسية للكشف على السيارات قبل ترحيلها من الناحية الهندسية وأمرت بتزويد قوافل السيارات بسيارات للإسعاف وقطع الغيار لافتا إلى أنه في عام 1372ه سمحت الدولة للسعوديين سواء شركات أو أفراد بالمساهمة في نقل الحجاج وتألفت النقابة العامة للسيارات للمرة الثانية لتقوم بنفس المهمات التي قامت بها النقابة الأولى في الأربعينيات من القرن الماضي. ولفت إلى انخراط الشركات في عضوية النقابة بدءًا بشركة خميس نصار وباخشب باشا والعربية والمغربي والتوفيق والكعكي والداخلي ولخروج بعض هذه الشركات ودمج بعضها أصبح عدد الشركات خمس شركات.