واصلت ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج حاليًا بمكةالمكرمة في قاعة الذكرى الخالدة جلساتها العلمية بعقد ثلاث جلسات علمية قدم خلالها 12 بحثًا وورقة عمل تناولت مظاهر السلوك الحضاري واحترام الأنظمة واللوائح والمواعيد وآداب الحوار في الحج ومراعاة حقوق الآخرين. وأبرزت أهمية تحلي الحاج بالحلم والصبر والتسامح والتعاون والإيثار والسكينة والهدوء والنظافة الشخصية والمحافظة على البيئة وحمايتها داخل المشاعر المقدسة والحرص على سلامة الحج والحجيج وعدم الإضرار بهم، متناولة أهمية توعية الحجاج بمقاصد الحج وتنمية السلوك الحضاري أثناءه. وأبرز المتحدثون في الجلسات جوانب من مظاهر السلوك الحضاري في الحج مؤكدين أن الحج من الأعمال التي يتجلى فيها شأن التوحيد وبناء العقيدة على أسس سليمة تعكس البعد السلوكي والثقافي ودوره في تكوين الشخصية المثالية في المسلم. وأكدوا أن من مظاهر الحج المهمة الواقع العقدي الذي يتجلى فيه شأن التوحيد وبناء العقيدة على أسس سليمة منها أن الحج رمز لوحدة الأمة الإسلامية والقضاء على الخلافات فيما بينهم، وأنه عامل في توجيه الأمة الإسلامية لتقديس المقدسات وتعظيم حرمات الله. وأفادوا أن من آداب الحوار في الحج أن يكون الكلام هادفًا إلى الخير والبعد عن الخوض في الباطل وأن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعًا وعرفًا والبعد عن عبارات المدح للنفس أو للغير، وإخلاص النية لله في المحاور فلا يقصد في حجه رياء ولا سمعة. وحث المشاركون على الحرص باتباع كل ما يقرب إلى الله وعلى كل ما يعين على أداء النسك، محذرين من كل ما يفسد على الحاج حجه أو ينقص أجره فالحج بمفهومه الشرعي رحلة روحية ينتقل فيها المسلم من عالم المادة إلى عالم العبودية الخالصة وهو بمفهومه الحضاري تجمع بشري عالمي يجمع ملايين الناس دون فوارق طبقية ودون انتماءات طائفية أو نزعات قبلية وهو أبرز ظاهرة ثقافية وتواصلية في عالم اليوم. وشددوا على أن يتحلى الحاج في أداء نسكه بالتسامح مع إخوانه الحجاج، والصبر في أداء العبادة، علاوة على حسن تعاون الحجاج فيما بينهم، مشيرين إلى أهمية النظافة في الحج للوقاية من الأمراض وضرورة أن يحافظ كل حاج على نظافته الشخصية ونظافة بيئة المشاعر. وتطرقوا إلى كيفية الحرص على سلامة الحج وما يجب أن يتحلى به الحاج من خصال يحفظ بها حجه من الفساد والبطلان وما ينبغي أن يسود بين الحجاج من روابط أخوية وعلاقات ودية تضمن سلامتهم فالحاج مطالب بأن يكف الأذى عن الآخرين من خلال تجنب المزاحمة في الأماكن التي يكثر فيها الزحام والالتزام بقواعد المرور ومراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة واجتناب افتراش الأرصفة والطرقات لما يسببه من حوادث وعرقلة للسير وكذلك إماطة الأذى عن الطريق والمحافظة على النظافة بتجنب إلقاء النفايات والأوساخ في الممرات.