أجمعت دول العالم بما فيها سوريا على ادانة الاعتداء بسيارة مفخخة الذي اودى بحياة رئيس فرع المعلومات اللبناني العميد وسام الحسن الجمعة في بيروت. واستنكرت المملكة ما وصفته ب «العمل الإجرامي» وأدانته، مؤكدة أن دلالة ذلك انعدام القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية والإنسانية لمن قام بالفعل الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أمن واستقرار لبنان. وقال مصدر مسؤول إن المملكة تؤكد على ضرورة الوصول للجناة بأي حال من الأحوال، لأن ترك مثل هذا الأمر مدعاة إلى الفوضى وتصفية للرجال الشرفاء وإخلال بأمن لبنان. وعبر المصدر عن تعازي الرياض للرئيس اللبناني ولأسر الضحايا وشعب لبنان وأمنياتها الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل، كما ادان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، حادث التفجير الذي أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين الأبرياء, واصفًا إياه بأنه عمل إرهابي جبان يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. ويشيع في بيروت اليوم الأحد العميد وسام الحسن، ويدفن الى جانب رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بحسب ما أعلن أمس مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي. وقال ريفي في مقابلة مع تلفزيون «المستقبل»: ان «القرار اتخذ من جانب عائلة الحسن وسعد الحريري، بان يتم دفن الحسن الى جانب ضريح الرئيس رفيق الحريري». واوضح ان «مراسم للجنازة ستحصل في جامع محمد الامين بعد صلاة العصر مباشرة». وتسبق الجنازة «مراسم تكريم وتأبين عسكرية في المديرية العامة لقوى الامن»، ثم «يصل الجثمان مع مواكب الى ساحة الشهداء» حيث جامع محمد الامين. إلى ذلك، اعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس انه ليس متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة، لكنه علق اي قرار حول هذه المسألة في انتظار مشاورات وطنية يجريها رئيس الجمهورية بعد اغتيال الحسن. وقال ميقاتي للصحافيين اثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء «اكدت لفخامة الرئيس عدم تمسكي بمنصب رئاسة الوزراء وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة»، مشيرا الى ان الرئيس طلب منه البقاء «لان الموضوع وطني» وتجنبا لاي «فراغ» في انتظار اجراء مشاورات مع كل القيادات الوطنية حول الموضوع. وشهد لبنان أمس حدادا وطنيا على مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، والتي اتهمت المعارضة اللبنانية دمشق بقتله. وعقد مجلس الوزراء الساعة العاشرة «اجتماعا طارئا» للبحث في الانفجار، وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الاعلامي ان «الجريمة النكراء بحجمها ونتائجها الفادحة، تشكل مصدر ألم وحزن شديدين لدولة رئيس مجلس الوزراء». واشار البيان الى ان هذه الجريمة «تستوجب التعامل مع هذا الحادث الجلل بما يناسب من قرارات في خلال جلسة مجلس الوزراء». وعقدت قوى 14 آذار (المعارضة) ليل الجمعة اجتماعا طارئا في منزل ابرز زعمائها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في وسط بيروت واصدرت بيانا طالبت فيه الحكومة «بالرحيل» داعية رئيسها «الى تقديم استقالته فورا». وحملت المعارضة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «شخصيا، بالدور الذي ارتضاه لنفسه، مسؤولية دماء العميد وسام الحسن ودماء الأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية». ويرأس ميقاتي حكومة مؤلفة من اكثرية تضم حزب الله المدعوم من دمشق وحلفائه، الى جانب وسطيين ممثلين بفريق ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وحول الانفجار الذي وقع في الاشرفية في شرق بيروت حيا سكنيا بكامله الى دمار.