أوضح الدكتور عبدالمحسن القحطاني أستاذ الأدب في جامعة الملك عبدالعزيز أن الصالونات الثقافية ليست بديلاً عن الأندية الأدبية كما يعتقد البعض، وأن الساحة تسع الجميع، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى زيادة الصالونات والمقاهي الثقافية بوصفها مؤسسات مدنية، مبديًا أسفه على موتها برحيل أصحابها لارتباطها بأشخاصهم، مشيرًا إلى أن هناك صالونات ماتت، وأخرى تحتضر، وثالثة ما زالت في مرحلة الطفولة ولم تبلغ الرشد والنضج بعد، وتمنّى على أصحاب الصالونات أن تتحوّل إلى مؤسسات يديرها الأبناء بعد وفاة أصحابها، كما انتقد الهجوم الذي يشن من وقت لآخر على الصالونات الثقافية في بعض الصحف، عازيًا ذلك إلى الوقوع في التعميم. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة «مسيرة الصالونات الثقافية في المملكة» التي نظمها نادي الرياض الأدبي مساء الأول من أمس، حيث طالب القحطاني في سياق حديثه بضرورة تفعيل الصالونات واستمراريتها حتى لا تترهل، قائلاً: «نحن نريدها أن تكبر فعلاً وليس سنًا، فجدة كان بها خمسون صالونًا، لكن كم عدد ما بقي منها الآن؟ وتعجب من اجتماع الكثير من النساء اللاتي لديهن نشاط ملموس في الشأن الثقافي في كل من مكة والقطيف، متسائلاً: متى تتحول تلك الاجتماعات لمؤسسات حتى لا تموت وتندثر، واستهجن ما يشاع عن أصحاب الصالونات من أنهم من رجال المال والأعمال، وأنهم ليسوا مبدعين أو مثقفين، مشيرًا إلى أن هذه الادّعاءات لم تقم على دراسات أو إحصاءات دقيقة حتى يتم التعميم على كل الصالونات. أمّا المشارك الآخر في الندوة الدكتور محمد المشوح فقد استعرض في حديثه تجربته الخاصة في حضور الصالونات الشهيرة في الرياض، مشيرًا إلى أن بعضها أخذ طابع الجدية ولا يرتادها الشباب، وتكرر مناقشة الأفكار؛ لذا هناك إصرار على جذب الشباب واستقطابهم للمشاركة في ثلوثية المشوح، واعتبر أنه قدم شكلاً جديدًا من أشكال الصالونات الثقافية، حيث يحرص على أن يطرح الضيف ما يود طرحه على الحضور دون أن تكون هناك أوراق مدونة. وأعرب المشوح عن عدم خوفه من موت الصالونات الثقافية، مشبها إياها بالدول، وقال «نحن لا نستطيع أن نلزم أبناءنا بالاقتداء بما نقوم به دون اقتناع منهم»، مشيرًا إلى أن الأهم هو ما يقدم من قبل صاحب الصالون، فالاستمرارية ليست مشكلة تستلزم البحث عن حلول. وبدوره، رأى مدير الندوة سهم الدعجاني أن الصالونات نجحت في الربط بين الشباب والرواد والمثقفين، وأنها ساهمت في تكريس ثقافة الحوار في المجتمع، وقدمت للصحافة الثقافية خدمات جليلة، مطالبا بتحول الصالونات الثقافية إلى ثقافة في المجتمع.