ليس عيبا أن نسعى للمادة ونُفكِّر في جلبها، كيف لا، وهي زينة للحياة الدنيا!، لكن العيب كل العيب، أن تنسينا المادة المبادئ والقيم، وأن يتعدى الأمر عند بعضنا بأن ينسى دينه، ويغرق في دنياه. فالبعض يسقي أبناءه كؤوساً من الذل والمهانة، ويعكف على تعليمهم النفاق وفنونه، فالحياة بالنسبة له مادة، وقاعدته فيها (معك قرش تسوى قرش)، ففي سبيل المادة يسقط من عينه كل شيء، فهو عابد للدنيا مُتذلِّل لها، يغضب من أجلها، ويرضى من أجلها، الرابط بينه وبين الآخرين المصالح!، فرضاه عنهم بمقدار ما يناله منهم من أمور الدنيا، قد يشتم شخص وقد يتهجم على آخر، لكنه أن علم رصيده المالي سيقف له احتراما وإجلالا! فحكمته الدائمة تقول: (إذا لك عند ال.... حاجة قل له يا سيدي). هو كالحرباء في تلونها، وكالأجواء في تقلبها، إن دعا الله قال: ربنا آتنا في الدنيا، وهو عن الآخرة من الغافلين!، انتهازي من العيار الثقيل، وعند استغلاله للآخرين يخبرك ضاحكاً أنه يعرف من أين تؤكل الكتف!، يسعد كثيراً عندما يخدع أحدًا، وتزداد سعادته كلما زاد رصيده من المال. أقول لكل من باع آخرته، وجعل المال والدنيا غايته، لا خير في دنيا أفسدت دين، ولا خير في مال يقود صاحبه إلى الضلال، فالتعيس من باع دينه لأجل دنياه، وخسر آخرته بمظنة كسب الحياة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش...). تويتر: aalquaid [email protected] [email protected]