سمعنا وقرأنا، عن الطفلة المغدورة، تالا الشهري، وعلم أغلبنا تفاصيل هذه الحادثة المريعة، التي يستنكرها كلُّ مَن في قلبه مثقالُ ذرةٍ من إنسانية، ليصبح هذا المصاب حديثًا للمجتمع، تباينت من خلاله وجهات النظر، وردود الأفعال، لكن الجميع اتفق على بشاعة هذا الجرم. بعد هذه الفاجعة، خرج علينا مَن يهاجم الخادمات على وجه العموم، وكأنهم شركاء في الجريمة!، ويصفهم بأقبح الأوصاف، ويحرض عليهم! من خلال سرد القصص، التي لا نعلم مدى مصداقيتها، بينما لم نرَ منهم ذكر الجانب المظلم في حياة هؤلاء المغتربات! وما يعانيه بعضهن، من اضطهاد وإذلال، وتعذيب وترهيب، وتأخّر في الرواتب، ومماطلة في إجراءات السفر، والكثير الكثير من الظلم والإجحاف. فإن أردت أن تلقي نظرة على بعض أشكال المعاناة، لا عليك إلاّ الذهاب إلى أماكن التجمعات العامة، لترى فيها أشكالاً من سوء المعاملة، فعلى سبيل المثال، لو تابعت تصرفات بعض العوائل في المطاعم، وتناولهم للطعام، بينما تقوم الخادمة بمتابعة الأطفال وإطعامهم، دون أن يتم تخصيص وجبة غذائية لها، متناسين نصيب من أرهقها عمل المنزل ومتابعة الأبناء.. ولو ألقيت نظرة على مقعدها في السيارة! لوجدته في المؤخرة (الشنطة)، التي أصبحت مقعدًا حصريًّا لها، كيف لا، وبعض الأطفال، يتبجّح حين تطلب منه أن يستقل مؤخرة السيارة، بقوله (شايفني شغالة!)، هذا عدا بعض حالات الشتم والإساءة، من الصغير قبل الكبير. قد يظن البعض، أني أقف موقف المبرر لجرائم الخادمات، لكن الحقيقة أني أرفض جميع أشكال الإجرام، سواءً كان من الخادمة أو المخدوم، فمشاهد اضطهاد الخادمات شاهدناها في النور!، فما هو الحال في الظلام؟! وكما قيل: ما خفي كان أعظم..! تويتر: @ aalquaid [email protected]