إن القلم ليعجز، واللسان يتعلثم، والكلام يقصر في وصف الأخ محمد بن علي العُمري رحمه الله، والذي زاملته في كتابة عدل بجدة، وكان موظفًا مثاليًا، والذي كان نعم الأخ، وكان محبوبًا لدى جميع زملائه لما يغمرهم به من عطف ومحبة وتفان، آخذًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((المسلم أخو المسلم)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)). كان رحمه الله فاضلًا ورعًا تقيًّا ذات اخلاق حسنة ينوب عن زميله اذا حصل له عذر ويقوم بعمله دون تفريط بالعمل المناط به، لقد فجع ذووه ومحبوه بوفاته رحمه الله رحمة الابرار وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله له الفردوس الاعلى من الجنة كان رحمه الله يحسن إلى من يعرف ومن لا يعرف بارًا بوالديه راعيًا لأولاده ودودًا لأهل بيته. انني اكتب وقلبي وغيري ممن عاشره حزين ولا اقول إلا كما وجهنا وارشدنا معلم الناس الخير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلنصبر ونحتسب أن لله ما أخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ولا نقول الا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. رحم الله أبا علي كان صابرًا بشوشًا خلوقًا وصولًا يذكرنا بأفعاله قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذيء)) فكان رحمه الله ممن يصل رحمه آخذًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) فمعروف عن ابي علي صلته لأقاربه وبذله المعروف لمن يعرف ولمن لا يعرف. كان لسانه رطبًا بالذكر وكثير الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل: ((لا يزال لساناك رطبًا من ذكر الله)) كان رحمه الله واحسبه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين اصابعه)). رحم الله الاخ محمد بن علي العمري واسكنه فسيح جناته وجمعنا الله به في دار كرمه ومستقر رحمته على سرر متقابلين في الفردوس الاعلى. داود أحمد العلواني العمري