كتبت لغير مرة عن أساليب الاحتفال باليوم الوطني وما يواكبها كل عام من ممارسات خاطئة مقيتة من بعض الشباب والشابات.. وفي كل عام تمر المناسبة وترزأنا الأخبار عقب انتهائها بالعديد من الحوادث والمآسي نتيجة سوء التعبير عن الاحتفال بالنزول إلى الشوارع وسد الطرقات والرقص فيها بحركات بهلوانية لا تنمّ عن حضارة ورقي بعض شباب الجيل الذي يفترض أن يكون أكثر تفهمًا وتحضرًّا وانفتاحًا على العالم من خلال هواتفه الذكية وأجهزته الحاسوبية، وهو يعي تمامًا أن ما يفعله هو على مرأى ومسمع من العالم بأسره، فهل يرضى هؤلاء الشباب رسم تلك الصور عن بلادنا في العالم المفتوح؟! وقد تناقلت الأخبار عقب احتفال هذا العام نبأ إصابة نجل الدكتور الفاضل طارق الحبيب نتيجة اصطدام سيارات بعض العابثين بسيارة أسرته عرّضت نجله لإصابات تهشّم على أثرها دماغه وأصابته الكسور في أنحاء متفرقة من جسده الغض.. فمكث في المستشفى ونسأل الله له الشفاء، ومن يستمع إلى الدكتور الحبيب ينفطر فؤاده حزنًا وألمًا!! كما نقلت الأخبار همجية نفر من الشباب في الخبر وجرأتهم بالسطو والنهب من المحلات التجارية، وثمة حوادث متفرقة من هنا وهناك بما ينم عن تعدٍّ سافر على الحريات وحقوق المجتمع والأفراد.. فضلًا عن التجاوز من قبل بعض الفتيات والشباب في غمار الاحتفاء بذلك اليوم المجيد، وبالطبع كُلّنا وطنيّون ونسعد بالاحتفال بيوم وحدة الوطن، لكن الأمر قد خرج عن جادة الصواب رغم تصدى رجال الأمن هذا العام لعدد من العابثين.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين الحل..؟! * قلت لغير مرة أنه لا بد من امتصاص فورة هؤلاء الشباب وتوجيههم إلى مناطق احتفالية محددة مثل الاستادات الرياضية والمراكز والمؤسسات الثقافية وتنظيم تلك المواقع بعد ترتيب القادمين إليها. * تنظيم احتفالات وفق برامج وأنشطة داخل المدارس والجامعات تبرز الفرحة وتستحضر الذكرى وما تشكّله من أهمية في نفوسنا ودروس يُستفاد منها بعيدًا عن الفوضى والارتجال. * منع الخروج للشوارع بالسيارات للاحتفال والرقص فيها وسد طرقاتها، وفرض أنظمة تُجرِّم وتُعاقب كل مَن يعتدي على حق الشارع والناس والحريات حتى يحذر الناس وينتبهوا لأبنائهم وبناتهم، وحتى يرتدع مثل أولئك العابثين ويكفوّا عن العبث بسمعة الوطن. * استنهاض همم الباحثين ورجال التعليم والإعلام لتبني برامج توعية تسترعي انتباه الشباب وترشدهم لأهداف الاحتفالية بيوم الوطن والدروس المستفادة منها، وتعطيهم دروسًا في أبجديات ثقافة الاحتفال بعيدًا عن الفوضى والارتجال التي صارت ترهب الناس وتمنعهم من الخروج في ذلك اليوم. * استنهاض همم خطباء المساجد والدعاة لتوعية الشباب في هذا الأمر فإذا كان مهمًا أن نحتفل بيوم وحدة الوطن ونجدد الولاء ونستحضر الدروس البطولية والمواقف واللبنات التي غرسها أجدادنا في بناء هذا الكيان إلا أن ثمة قواعد وضوابط للاحتفالات حتى لا تخرج عن الصواب.. ونحن ننتظر دورًا لدعاتنا في مثل هذه التعديات. * أعجبني إمام مسجد خطبة الجمعة حين أشار إلى الوطنية التي ينبغي أن نستشعرها في اليوم الوطني وتفرض احترام وتقدير كل من عاش على أرض هذا الكيان قبل مئات السنين وشارك في البناء وعدم التنابز بالألقاب والأصول والمناطق فهذا أمر بالغ الأهمية في دروس الاحتفال بالوطن اليوم. [email protected]