رغم الشعارات التي يرفعون ..والدعاوى التي يدعون ..والكيد الذي به يرجفون. .لا أريد أن أكون أنت.. ولا مثلك ..ولا حتى أشبهك..! نعم أيها الرجل. .أنت لست مثلي. .ولا أستطيع مثلك أن أكون! حتى تزهر الغصون غير ورودها ..وتثمر البذور غير حبوبها ، و حتى تستبدل الشمس نورها بظلمة ويمحو الليل سواده ببياض..! لست أعجز عن المحاولة ..ولكني أعلم يقينا أن شرف المحاولة لن يبلغني إلا مقام نسخة رديئة وجدت في الكثير من البلاد ، المساواة. .كلمة مطاطة. .وزيف رفعته الكثير من الحركات طُعما للسامعين وترويجا لمبادئ يصعب أن تستساغ بلا نكهات صناعية ! أعود فأقول. .لا أريد أن أكون مثلك ولا حتى أشبهك. .لأن ذلك يظلمني ويجور على خِلقتي.. لست مثلك فلن أشبهك. .وإن أردت شعاراً أصف به مطلبي فهو العدل لا المساواة.. العدل الذي يفرض لي ما يناسبني وما أحتاجه..! لا المساواة التي ترهقني وتلقي على عاتقي ما ليس لي به من طاقه! أريد أن نختلف. .من الاختلاف لا الخلاف! لن أسرف فأقول أني من الزهرة وأنت من المريخ! كما قالت إحدى الغربيات.. لتقنعك أني مختلفة. فلدي في ديني ما يغنيني عن خرافات البشر. .لا.. بل أنا أقرب من هذا. .أقرب بكثير. .أنا منك. .ولهذا أختلف! فمن ضلعك خلقت لا من طين! .. طينك بعد أن سرت فيه الروح ودبت فيه الحياة أخرج الله منه ريحانتك! لذا لن أشبهك. . ولا أريد.. أريدك أن تشعر أني مختلفة ..فتبتعد قليلا عن الطين. .وتلتصق أكثر بالروح.. دعني أريك بعض اختلافنا. .فقط لنفهم أنفسنا كما يجب.. حينما أشكو إليك قد لا أحتاج شيئا من حلولك المنطقية ولا جواباً على كثير من تساؤلاتي.. فقط أريد أن أتنفس بالبوح! ..أن أفضفض عما بداخلي..! في أحايين كثيرة يكفيني هذا.. وسأعود لانشراحي وربما نسيت أمر ما قلته لك..! لكنك تعود لتسألني ماذا فعلت وماذا قلت؟ وتغضب إذا لم أنفذ نصيحتك لي.. و لم أطبق حلولك الكثيرة. .واصفا إياي بالسذاجة! مطالبا بألا أفتح فمي بشكوى أخرى إن كنت لا أسمع الكلام! ونسيت يا أميري أني شكوت لأجل البوح فقط.. وأني لم أكن أحتاج على الحقيقة من عقلك حلولا تعتصرها بقدر ما يعنيني أمر سمعك وقلبك.. لربما لو أخبرتك.. ظننت أن الأمر لا يستحق إزعاجك. .وأن وقتك يضيق عن مجرد الفضفضة لذا سأحتال. .وسأشكو بحيرة . .وسأكرر سؤالي ألف مرة . .فقط لتسمعني.. لكن. .إياك أن تغضب إن شكوت لي يوما. .فتعاطفت معك. .دون أن أقدم لك حلا.. فأنا لا يعنيني الحل بقدر ما يعنيني أن يحتوي سؤالك قلبي وعقلي بتعاطف شديد وأن أحملك هماّ يسكن صدري وإن ضاقت بي الحيلة عن جواب.. لست يومها غبية ولا باردة. .لكنها غاية طاقتي.. إن عجزت عن حل يرضي غرور عبقريتك..عندما نتحدث.. بطبيعتي أستمتع بالثرثرة. .بالتفاصيل. .بالتفاعل.. التفاعل عندي أن تعلق على كلماتي. .تباغتني بين عباراتي بأسئلة وإضافات.. تذيل كلماتي بتعليق أو تعجب أو موافقه.. أنت يا أميري لا تريد من حديثي إلا ما يساوي ربعه أو عشره.. لأنه هو الزبدة والأهم في نظرك.. تريدني ألا أقاطع حديثك وتسمية قلة تهذيب. .وتنسى أن المقاطعة عندي نوع من التواصل والتأكيد! من هنا سنختلف. .ليس مجرد اختلاف. . بل خِلاف.. قليل من الفهم سيغنينا عن هذا. .وقليل من الصبر سيكفينا أمره! حدثت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث أم زرع وهو طويل عند البخاري فلم يضجر. .ولم يغفل. .بل كان معها بكل سمعه وإدراكه حتى لما انتهت علق على حديثها بما تحب مشعرا إياها. .أنه كان معها بكل التفاصيل.. منتقيا أجمل نموذج ذكرته في حديثها بل ولم يغب عنه أن يصحح منه ويعلو عليه فقال صلى الله عليه وسلم:" كنت لك كأبي زرع لأم زرع. .غير أني لا أطلق" تلك هي الحياة السعيدة بين زوجين يختلفان فيتكاملان لا يتصادمان.. لذا يا عزيزي. .لا أشبهك. .ولن أشبهك. .فدعنا نتكامل .