انفردت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس بالكشف عن غرفة التحكم النووي السرية في بريطانيا التي يصدر منها الأمر لشن أي ضربة نووية، حيث سمح لأول مرة لمراسل الصحيفة «أندرو بريستون» بالدخول إلى هذه الغرفة التي تقع في «نورث وود» ضمن الموقع الذي يعتبر المركز الأساسى للقوات المسلحة البريطانية. ويصف المراسل الموقع بأنه يمكن سماع صرير الهواء المضغوط عندما تنحل البراغي لتسمح بفتح الباب المحكم المصنوع من الصلب المدعم كاشفًا عن مكان قوة المهام المشتركة 345. ووصف المراسل تلك الغرفة السرية بأنها تشرف على الغواصات التي تحمل «سلاحنا النووي الرادع». واستطرد أن أحد أنواع الغواصات البريطانية الأربعة يحمل صواريخ ترايدنت 11 D-5 التي يبلغ مداها 7000 ميل وتحمل 12 رأسًا نوويًا وتجوب البحار بصفة مستمرة بصمت وأضاف بريستون أن قوة الصاروخ الواحد تبلغ أكثر من8 أضعاف القنبلة التي أطلقت على هيروشيما نهاية الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن التعليمات بإطلاق الصواريخ تمر عبر هذه الغرفة السرية وتصدر عن رئيس الوزراء البريطاني نفسه. ووصف بريستون الغرفة بأنه يمكن التحكم فى بدرجة الحرارة والرطوبة داخلها، وأنه يتم ضغط الهواء تحت الأرض بدرجة كبيرة حتى لا يحدث تسرب لأي غازات سامة في حالة التعرض لأي هجوم كيميائي. وحالما يصدر الأمر، يتم تشفير الرسالة ونقلها إلى الغواصة المعنية عبر ما يسمى «سلسلة الإطلاق» ليقوم ضابط الهندسة النووية الموجود على متن الغواصة بجذب صاعق أحمر اللون شبيه بالصاعق المستخدم في المسدس كولت-45، لينطلق الصاروخ على الفور. ولتأمين الغرفة، فإن الموقع محاط بسور على درجة عالية من مقاومة التأثر بالاهتزازات، يبلغ طوله 12 قدمًا ومزود في أعلاه بأسلاك شائكة. أما القبو النووي نفسه فمحاط بسورين إضافيين من الأسلاك الشائكة تعلوها كاميرات بالغة الحساسية. ويحرس الموقع حراس مسلحون عند مدخل الطابق الأرضي يدعمهم حراس في الداخل، حيث يعمل 15 شخصًا من بينهم اثنان للمراقبة طيلة الوقت على فترتين كل منها 12 ساعة.