اشتكى عدد من طلاب الدفعة الأخيرة بإحدى أكاديميات العلوم الصحية بجدة من إصرار إدارة الأكاديمية على إلحاقهم بتخصصات بعينها لا تتوافق مع رغباتهم وقالوا إن هناك أكثر من تخصص متاح لهم إلا أن الإدارة تضع أمامهم رغبة يتيمة تتمثل في قسم «التخدير» بدعوى أن بقية التخصصات غير متاحة بتوجيه من هيئة التخصصات الطبية الجهة المسؤولة عن المعاهد والأكاديميات الصحية بالمملكة، وطالب المتحدثون بفتح مجال الاختيار أمامهم. من جانبه نفى المهندس محمد الغامدي مدير فرع الأكاديمية بجدة ما يردده الطلاب من الإصرار على تسكينهم فى تخصص معين لافتا إلى أن بقية الأقسام متاحة ومفتوحة لاستيعاب عدد كبير من الطلاب. وأضاف الغامدي: عادة ما تخضع الأكاديمية لتوجيهات هيئة التخصصات الطبية بالفعل في إتاحة تخصصات محددة للطلاب ووضعها لهم كرغبات حتمية وفقا لحاجة سوق العمل إلا أن التخصصات الموجودة حاليا هي اثنان: قسم طب الطوارئ وقسم التخدير وكلاهما مفتوح تماما وجاهز لاحتضان أي طالب اجتاز السنة التحضيرية بالأكاديمية. «المدينة» التقت الطلاب بمقر الأكاديمية واستمعت إلى حديثهم بشأن ذلك الجدل وإجبار جميع طلاب الدفعة المستحقة للتخصص حاليا على قسم واحد يتمثل بقسم التخدير. بأمر التخصصات عبدالله الزهراني: «التحقت بالأكاديمية التي تتقاضى رسوما مالية فقط ليتسنى لي الدراسة والالتحاق بالقسم الذي أرغب أن أعمل به مستقبلا» لافتا إلى أنه وعدد كبير من زملائه بالدفعة يرغبون بالتخصص في قسم طب الطوارئ في حين ترفض إدارة الأكاديمية ذلك وتجبرهم على تخصص وحيد بقسم التخدير وهو التخصص النادر والبالغ في الدقة الأمر الذي يبرر عدم رغبتهم الالتحاق به وذكر الزهراني أن مدير الأكاديمية أخبرهم مليا أن هذا التوجه هو بأمر من هيئة التخصصات الطبية! التلاعب بالمستقبل أما سيف الغامدي وأحمد دغريري فذكرا أنهما توجها لأكثر من مسؤول بالأكاديمية لحل المشكلة وتهرب الكثير منهم وحاول البعض منهم إقناعهما بالتخصص في قسم التخدير الذي لا يرغبان الالتحاق به مضيفين أن الأكاديمية تحاول التلاعب بمستقبلهم كونهم الدفعة الأخيرة بالأكاديمية ولا تعيرهم أي اهتمام. وتحدث كل من أحمد المالكي ومحمد حريش عن إجحاف كبير بحق الطلاب رغم التزامهم بدفع تكاليف مالية عالية للأكاديمية حيث لا يوجد سوى تخصصين هما طب طوارئ والآخر هو قسم التخدير. غير ايجابي واشار أحد أولياء أمور الطلاب ل»المدينة» إلى أن ذلك التوجه غير إيجابي لمستقبل أبنائهم بحيث يتم إجبارهم على تخصصات لا يرغبونها وقد لا يتقنونها فيما بعد كونهم مجبرين عليها مضيفا أنه سبق وتحدث لمدير الأكاديمية محمد الغامدي وأخبره بالحرف الواحد أن هذا ليس من شأن الاكاديمية وهيئة التخصصات الطبية تفرض عليهم ذلك، الأمر الذي يتنافى تماما مع ما ذكره ل «المدينة» عن إتاحة جميع التخصصات وأن أبوابها مفتوحة أمام الطلاب. تهديد بالإلغاء وأضاف ولي أمر الطالب: «بعيد تصريح الغامدي قام الطلاب بمراجعته إلا أنه قال: توجهوا للدكتور خالد الباشا فهو المسؤول وعند حديث الطلاب للباشا قال: لا يوجد سوى تخصص واحد أمامكم هو طب تخدير فقط وفاوضهم عقب محاولاتهم المتكررة بأنه من الممكن قبولهم بطب الطوارئ إلا أن شهاداتهم ستلغى بعد حصولهم عليها.