بالتأكيد لم يصغر وزير الحج أمام المراجعين، بل كبر في أعين الناس، عندما اعتذر لمراجع تطاول عليه موظف بالوزارة؟ حيث قدم وزير الحج الدكتور بندر حجار اعتذاره الشخصي لمستثمر على خلفية شكواه من تطاول أحد موظفي الوزارة عليه أمام زملائه من أصحاب الشركات والمؤسسات أثناء مراجعتهم للوزارة، هذا وقد أبدى وزير الحج استعداده للتراجع عن كل قرار سبق أن أصدره وثبت تسببه في زيادة أسعار حملات الحج، فالوزير ليس معصوماً من الخطأ. وفي مصر، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس المصري كلفه بإجراء اتصال هاتفي بالفنانة إلهام شاهين وإبلاغها تقديره لها ولجميع فناني مصر، واستياءه من الهجمة الشرسة التي تعرضت لها، وكان مرسي قد أبدى خلال لقائه بوفد من الفنانين استنكاره للهجوم الذي تعرضت له شاهين، مبدياً استعداده للاتصال بها، تعبيراً عن تقديره لها. هناك شخص سعودي آخر يحتاج لاعتذار من شخصية كبيرة، أقصد يحمل شخصية كبيرة، فقد فوجىء حاتم المنصوري، وهو فني مختبر يعمل في صحة تبوك توجيه خطاب إنذار له من وزارة الصحة على خلفية قيامه بكشف مخالفة في أحد المستشفيات بتبوك، وإبلاغه للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" نزاهة" بذلك، وكان المنصورى قد قدم شكوى لنزاهة بوجود صيدلانيتين تمارسان مهنة الصيدلة دون الحصول على تراخيص نظامية لمزاولة المهنة، فيما خاطب قبلها وزارة الصحة عدة مرات بهذا الشأن دون الوصول إلى أي نتيجة، وفقاً لما نشرته الصحف. سبب الإنذار، رفض وزارة الصحة، أن يكون المنصوري هو من اكتشف المخالفة، مؤكدين أن صحة المنطقة هي التي كشفت عنها وأحالتها إلى الجهة ذات العلاقة للقيام بالإجراءات حسب اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة المهن الصحية، وأن المنصوري تجاوز رئيسه بهذا البلاغ. بغض النظر عن من قام بالتبليغ، فالخطأ أمر لا يمكن السكوت عليه، ونزاهة تشجع الناس حسب نظامها، الإبلاغ فوراً عن الفساد، لأن الكشف في مصلحة المواطن، ولا يمكن للمسؤول في أي منصب كان أن يقف ضد مصالح المواطنين وسلامتهم، لذلك تصرف المنصوري صحيح، وهو بحاجة إلى اعتذار من وزارة الصحة يرد له إعتباره، ويشجع غيره على الاقتداء به.